تمكن البرلمان الأوروبي ومفوضية الاتحاد من التوصل لحل وسط بشأن تسيير وتنظيم خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الرابط بين روسيا وألمانيا والذي يشكل إحدى نقاط الخلاف التجارية الكبرى بين واشنطن وبروكسيل. وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على حل وسط مع البرلمان والمفوضية الأوروبية بشأن تنظيم خط أنابيب السيل الشمالي 2 (نورد ستريم 2) للغاز الطبيعي بين روسيا وألمانيا، يمكّن للجهة المشغلة لخط الأنابيب أن تتوقع بعض اللوائح الإضافية: وحذرت روسيا الأسبوع الماضي من عقبات جديدة في عملية بناء خط الأنابيب بعد أن وافقت برلين على التوصل إلى حل وسط مع فرنسا ودول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي من أجل لوائح مشددة. ونورد ستريم 2، الذي يجرى تحت بحر البلطيق، يهدف إلى نقل ما يصل إلى 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا كل عام. وبموجب الحل الوسط، سيتم تعديل الأمر التوجيهي للاتحاد الأوروبي للسماح للمفوضية الأوروبية بفرض المزيد من الرقابة على خطوط أنابيب الغاز، بما في ذلك المشروع الألماني الروسي. ويعني هذا أن الاتحاد الأوروبي يمكنه تطبيق قواعده الخاصة بالسوق الداخلية للغاز بشكل أكثر ثباتًا على خطوط الأنابيب من وإلى دول خارج الاتحاد الأوروبي. كما يتطلب الأمر من الدول الأعضاء السعي للحصول على موافقة الاتحاد عند التفاوض على تغييرات في اتفاقيات الغاز مع دول خارج الاتحاد الأوروبي في حالة تأثر قواعد الاتحاد الأوروبي. ويقول المنتقدون إن خط الأنابيب يزيد من اعتماد أوروبا على روسيا. ويشدد المؤيدون على الحاجة لضمان إمدادات الطاقة في وقت يتراجع إنتاج الغاز في الاتحاد الأوروبي. يذكر أن وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير أجرى أمس (الثلاثاء 13 فبراير/ شباط 2019) محادثات مع مسؤولين أمريكيين في برلين حول إمكانية استيراد المزيد من الغاز الطبيعي من الولايات المتحدة. وتضغط واشنطن على أوروبا من أجل استيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، وهو أحد الموضوعات المثارة في النزاع التجاري الحالي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي مقابل تعليق الولايات المتحدة تهديداتها بفرض رسوم إضافية على وارداتها من السيارات الأوروبية، عرض الاتحاد الأوروبي منح الشركات الأمريكية تسهيلات لتصدير إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال إلى دول الاتحاد. يذكر أن الغاز الطبيعي الأمريكي كان يعتبر غاليا للغاية في السوق الأوروبية التي تعتمد بنسبة كبيرة على استيراد الغاز الطبيعي من روسيا عبر شبكة من خطوط الأنابيب. ومع اقتراب ألمانيا من تحقيق هدفها بالتخلي عن الطاقة النووية تماما بحلول عام 2022 وخفض استخدام الفحم في توليد الكهرباء، يرى وزير الاقتصاد أن الطلب على الغاز الطبيعي سيزداد. وقد رصدت الحكومة الألمانية أموالا عامة لتمويل بناء محطة لاستقبال شحنات الغاز الطبيعي المسال المستورد. في الوقت نفسه يرى البعض أن استيراد كميات إضافية من الغاز الطبيعي الأمريكي يمكن أن يقلل التوتر بين واشنطن وبرلين بشأن مشروع خط أنابيب الغاز الجديد "نورد ستريم2". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هاجم هذا المشروع وقال إنه "مرعب" ووصف ألمانيا بأنها "أسيرة لروسيا". ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
مشاركة :