الحمد لله. انطلقت عجلة التنمية. قولوا ما شاء الله، فلا يحسد المال إلا أصحابه، كما تظن عجائزنا. اليوم دخلنا موسوعة غينيس بأطول علم، وبالأمس دخلناها بأكبر ألعاب نارية، وغداً سندخلها بأطول صحن مرقوق، وبعد غد بأكبر عدد من "التواير السكراب"، وبعده بأثرى نواب برلمان على مستوى العالم، وبعده وبعده وبعده… على أن منظر الفرحة على وجوه المجموعة التي احتفلت بأطول علم يحيّر علماء الفسيولوجيا وعلماء الجيولوجيا معهم. فرحتهم توهمك بأنهم أنجزوا كشفاً علمياً سيغير وجه الكوكب وقفاه. ولو كنت المسؤول، وكنت حريصاً على دخول غينيس "بالطيب والا بالعلوم الرديّات"، كما يقول الشاعر، ما كنت بذلت جهداً. كنت استدعيت أهل غينيس، وطلبت منهم أن يفتحوا دفاترهم ويسجلوا ما بحوزتنا من أرقام قياسية، خذي عندك يا غينيس، سفلتة شوارع لا وجود لها على ظهر الأرض إلا في الكويت، وأنفاق للسيارات تتحول إلى خزانات مياه تلقائياً، ومستشفيات تعيدك إلى القرون الماضية، وتعليم يحارب العلم ويزيد التخلف، وروتين وبيروقراطية وترهل تغضب الإنسان الأول، وتشغله عن إشعال النار بصخرتيه، وغير ذلك الكثير والمثير… قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق.