جرت العادة أن يكون لكل حركة هدف معلن تسعى لتحقيقه على أن يكون ذلك الهدف منطقياً في معظم جوانبه.من الأمثلة على ذلك حركات التحرر من الاستعمار أو الثورة على حاكم متخلف وظالم لشعبه ولم يعد هناك مجال لإصلاحه إلا بالتخلص منه . داعش تلبست بالدين مسمى وشعاراً وخلفية لمدها الاجرامي وكل ما يعرف عنها أنها تريد دولة اسلامية في بلاد الشام والعراق . وحتى تنجح أي حركة سياسية أو إرهابية لابد أن يكون لها ظهر تستند اليه يمدها بالمال والعتاد والقوى البشرية. والمعروف حتى الان أنها ضد كل من لا يوافق على منهجها ومن ينضم لها يمشي في طريق واحد لا رجعة فيه فإما الموت أو الموت. قتل اليزيديين في العراق بالجملة واختطاف أمريكي وياباني ومصريين أقباط وقتلهم علناً والتباهي بتلك الأفعال يعني أن هذه الجماعة غير منتمية لإنسان العصر وإنها تعيش في ظلامية ربما ما قبل التاريخ إن صح التعبير. والمجتمع العربي في حيرة من أمر هذه الفئة الضالة بكل ما تعنيه الكلمة لأنها محسوبة على العرب والإسلام. والسؤال المستحق طرحه لماذا لازال هناك مجال للانضمام لداعش بعد كل هذا الانكشاف لأفعالهم الإجرامية؟ وهل وصل الخلل العقلي الى الحد الذي لا يمكن التصدي له والقضاء على منابعه؟ الرئيس الأمريكي أعلن عدة مرات بأن امريكا والغرب ليسوا في حرب ضد الإسلام والمسلمين ولكن كم من الشعب الامريكي سيقتنع بذلك عندما يشاهد حرق طيار اردني مسلم وقتل واحد وعشرين مصرياً قبطياً بالاضافة الى غيرهم من الضحايا. الشعور بالخطر من قبل الجاليات الاخرى الوافدة والمقيمة في منطقة الشرق الاوسط التي تصطلي بنيران داعش وأعوانها قد يؤثر على الامن والاستقرار في المنطقة. والحصيلة أن ما تفعله اسرائيل في الشعب الفلسطيني وما يقوم به الحوثيون في اليمن وتأخير حسم الصراع على السلطة في سوريا والعراق والفوضى التي اعقبت سقوط القذافي في ليبيا وتهاون الغرب في التصدي لتلك المعضلات المزمنة مكن الحركات الارهابية من الظهور وشق الرأي العام عربياً ودولياً حتى وصل الوضع الى ما هو عليه ولا أحد يعلم بالتحديد كيف سينتهي. وآخر القول في هذا المقام ان قوة الجماعات الارهابية مصدرها تضارب الاراء حول وجودها ومصادر تمويلها وحصولها على القوى البشرية والسلاح الذي تفتك به. وحتى تحسم هذه الامور ستظل المنطقة مضطربة والجماعات الارهابية تمارس أفعالها البشعة وتتخبط في وحول الدماء البريئة بدون هدف. Salfarha2@gmail.com
مشاركة :