لا يتوقّف الحاقدون عن محاولات النًّيل من وطننا الغالي، مُستغلِّين بعض الحوادث الخارجة عن الإرادة، مهما كانت وسائل الاحتياطات، والتي تُصنَّف في حُكم القَضَاء والقَدَر، ولا أحد يستطيع أن يردّها، لأن إرادة الله فوق كل شيء. يبحث الخصوم -على الدوام- عن ما يُبرِّر لهم التشكيك في قدرة بلادنا على السير قُدمًا، وتوفير كل ما هو ممكن في خدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، وزوّار مسجد سيّد الخلق محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام. نحنُ في المملكة العربية السعودية نتفهَّم التساؤل المشروع عن الأسباب والمُسبِّبَات لبعض الحوادث، مثل سقوط الرافعة في مكة المكرمة، ونتفهم أيضًا الاستفسارات عن أسباب التدافع في صباح يوم العيد في مشعر منى، ولكننا -ولا أيّ إنسان سوي- يُمكن أن يفهم حملات التشفِّي، والتشكيك في قدرات المملكة، وما تُقدِّمه من تسهيلات وخدمات غير محدودة لحجاج بيت الله الحرام. والعقلاء والحكماء الذين يعرفون الحقائق ويُقدِّرون الجهود الجبّارة التي تُبذل لرعاية الأماكن المقدسة، يُدركون حجم المسؤوليات، وحجم ما تبذله المملكة ماديًّا ومعنويًّا بكل أريحية وكرم، وبدون منّة، لأن ذلك في خدمة الإسلام والمسلمين، التي شرَّف الله بها بلاد الحرمين وكافة مواطنيها، وقافلة التفاني والتطوير والعمل الجاد مستمرة بدون توقُّف -إن شاء الله-، تتوارثها الأجيال أبًّا عن جَدٍّ، وتُعزِّز العمل والمسيرة لما هو أفضل -بإذن الله تعالى-. ومع ترفّعنا عن الرد على كل من يصطاد في الماء العكر، ويتشفَّى في وقت النوازل، إلاَّ أننا نقول لهم: انظروا إلى ما فعلتم بأوطانكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاولوا النَّيل من نجاحات المملكة في خدمة الأماكن المقدسة، حرصًا على راحة المسلمين، وتمكينهم من أداء مناسك فروضهم بيسر وسهولة على مدار العام، بدون مِنّة ولا أذى. إن التعلُّم من تجارب الماضي وتطوير الخدمات لا يضيرنا، وهو ديدننا الدائم، لأن الله منَّ على بلادنا -ولله الحمد- بالإمكانيات، ونحن نُسخِّرها لما هو أفضل وأحدث في مجال التسهيلات على ضيوف الرحمن، وخدمات الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، آخذين في الاعتبار كثافة الحشود، وضيق المكان، ودقة التوقيت لأداء المناسك وفق أحكامها الشرعية. إن مسيرة الإسلام التعبُّدية الإنسانية بحجمها البشري على مدار العام لا تُضَاهى بأي عملٍ آخر في أي مكان في العالم، ومن فضل الله سبحانه وتعالى أن وفَّر للمملكة الإمكانات المادية، والإرادة السياسية الصادقة للاطلاع بتلك الخدمات والمهام، بكل ما يترتب عليها، وبأقل تكلفة على حجاج بيت الله الحرام. وأهل المملكة يُدركون حجم التحدّيات المُكلَّفين بها، ولن يسمحوا لكائنٍ مَن كان أن ينال من ذلك الشرف، الذي شرَّفهم الله به، وهم في طريقهم سائرون، وعلى الله متوكِّلون، وبعون الله قادرون. Salfarha2@gmail.com
مشاركة :