أكدت الدراسات الحديثة أن الحرمان من النوم أو في مصطلح آخر العجز عن النوم قد يسبب تعباً نفسياً أو إعياءً بدنياً، ويترتب عليه عدة آثار سلبية، منها زيادة زمن الاستجابة والرُعاش وفقدان الذاكرة، كما أنه يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي ويسبب الهلوسات ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، بالإضافة إلى عدّة أمراض أخرى. ويُذكر أن هناك جدلا بين الباحثين والعلماء على ما إذا كان مفهوم الحرمان من النوم ظاهرة قابلة للقياس. وقد كشفت تجربة أُجريت العام 1997 بكلية الطب في جامعة بنسلفانيا على يدّ أطباء نفسيين، أن حرمان الشخص نفسه من النوم قد يؤثر على النعاس لديه أثناء النهار. وأكدّ الأطباء أن المعدل الطبيعي للنوم عند البالغين يتراوح ما بين سبع إلى تسع ساعات يومياً، بعكس كبار السن، فكلما تقدّم الإنسان في السن قلّ عدد ساعات نومه. وصنفت الدراسات الحديثة أسباب الأرق إلى ثلاثة أقسام رئيسة، أولها الأسباب النفسية، كالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والضغوطات، بالإضافة إلى المنومات والمهدئات. وثانيها أسباب عضوية، كالأمراض والاضطرابات التنفسية وارتداد الحمض إلى المريء، بالإضافة إلى متلازمة حركة الساقين غير المستقرة والنوم غير المريح، وأسباب طبية أُخرى، وآخرها الأسباب السلوكية والبيئية والأجواء المحيطة، كتناول وجبة دسمة قبل النوم مباشرة والتدخين وشرب الكحول وتناول القهوة أو المنبهات قبل النوم بوقت قصير، ويساهم الضجيج بشكل كبير في تسبب الأرق وعدم الانتظام في أوقات النوم. وبينت الدراسة أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأرق هم كبار السن ومرضى الاكتئاب، ومن يعانون من الضغوط العاطفية، بالإضافة إلى من يقومون بالعمل في وقت متأخر من الليل. والجدير بالذكر أن معدلات طلّاب وطالبات الجامعات المصابين بالأرق أعلى مقارنة بعامة السكان.