«إهمال الآباء».. حصاد الأبناء

  • 2/23/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تراهم أمام أبواب المدارس حتى الرابعة عصرا، يلهون مع أقرانهم على الأرصفة، منسيون من أولياء أمورهم، الذين طوتهم مشاغل الحياة، حتى نسوا أن لهم أبناء قد يصبحون فريسة سهلة لضعاف النفوس. أرادت «المدينة» أن تفتح هذا الملف المسكوت عنه، لتتعرف عن أسباب ذلك الإهمال، حيث روى عدد من مديري المدارس ومديراتها، بل وحراسها قصصًا وحكايات أقرب إلى الخيال، تؤكد أن أواصر الصلة مقطوعة بين بعض أولياء الأمور وأبنائهم وتنحصر في توفير المستلزمات المدرسية فقط. وألمحوا إلى أنهم يتفاجأون أحيانا عند الاتصال ببعض أولياء الأمور بأنهم إما يغطون في نوم عميق أو ذهبوا لشراء أغراض ونسوا تمامًا إحضار أبنائهم. وأبدوا خشيتهم من تعرض بعض هؤلاء الطلاب للخطف أو التغرير بهم من قبل ضعاف النفوس ممن يكبرونهم سنًا، محملين أولياء الأمور المسؤولية كاملة جراء هذه اللامبالاة الخطيرة. لا مبالاة وتؤكد عائشة العسيري مديرة مدرسة ثانوية بأبها معاناتهن جراء تأخر أولياء الأمور في تسلم بناتهم مع نهاية اليوم الدراسي، مما يلقي بالعبء على المسؤولات عن المناوبة، وفقا لنظام التعليم. وقالت: «من المواقف الغريبة، أن ولي أمر إحدى الطالبات غادر المدينة لقضاء بعض الأغراض ونسي بناته وبالاتصال بالأم طلبت من المناوبة إحضارهن»، . تعهد رسمي وتقترح المعلمة علية القرني أخذ التعهد اللازم على أولياء الأمور عند تسجيل بناتهم بالحضور لأخذ بناتهم في الوقت المحدد، مؤكدة أن تأخير الطالبات بعد انتهاء الدوام المدرسي يشكل عبئًا كبيرًا على المعلمات، وتعطلها عن تلبية متطلبات عائلتها، ملمحة إلى اضطرار بعض المعلمات إلى توصيل الطالبات المتأخرات إلى بيوتهن. هوية ورقم سيارة ويؤكد حسن محمد مانع مدير مدرسة عبدالله مسعود أنه مع بداية كل عام دراسي يتم توزيع خطابات على أولياء أمور الطلاب تطالبهم بضرورة متابعة أبنائهم في المدرسة بشكل دوري ومستمر، مشيرًا إلى أن الخطاب يتضمن ضرورة إحضار الطالب إلى المدرسة وانتظاره عند الانصراف من قبل ولي الأمر مع كتابة اسم من يقوم بذلك الدور وتدوين رقم سيارته. وعن الطلاب الذين يأتون إلى المدرسة مشيًا على الأقدام، فقال: «نطلب من أولياء أمورهم كتابة ذلك وتحميلهم المسؤولية مع الزامنا لهم بضرورة متابعتهم ولا نسمح بتاتًا بخروج الطالب مهما كان الأمر. حراس المدارس فيما يقول محمد عبدالرحمن عبدالله: «عملت أكثر من 14 سنة حارسًا لإحدى المدارس ولم أترك العمل يومًا قبل الثالثة والنصف بسبب الأعذار والتأخير من قبل أولياء الأمور وكان آخرها عودة أحدهم في الرابعة متعللاً بأنه قد غط في نوم عميق ونسي الأبناء بالمدرسة». ويشير عبدالعزيز محمد القحطاني - حارس مدرسة ابتدائية إلى أنه يتلمس العذر لتأخر بعض أولياء الأمور إلى ساعة معينة ولكن البعض يزيد عن المعقول ربما لبعد المدرسة عن مقر العمل. تضارب الدوام أما الطالب خالد عبدالرحمن القرني فيشير إلى أن والده يعمل بنظام الورديات، ما بين الليلية والصباحية، قائلا: «عندما يعمل والدي ليلاً أو يتأخر فاضطر للعودة مشيًا على الأقدام تحت قيظ الشمس». خطأ تربوي ويرى الشيخ يحيى صالح البشري - مدرس تربية إسلامية أن إهمال الوالدين لابنائهم خطأ تربوي ربما يقود الأطفال إلى الانحراف المبكر كالتدخين وغيره من خلال التصاقهم برفاق السوء. ويؤكد الدكتور غيثان بن علي الجريس عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد أنه متى كان الأب قريبًا من ابن اسهم في ايجاد علاقة قوية بينهما . تفريط وتقصير في حين ترى إحسان حسن بكر أستاذة الصحة النفسية بكلية البنات أن التفريط في مراقبة الأب أو الأم لابنائهم قد يؤدي في حال ضياع الطفل إلى شعورهما طوال حياتهما بعقدة الذنب تجاه تقصيرهما بالمسؤولية عن ضياع ابنهما.

مشاركة :