رصدت الحملة التوعوية الصحية التي نظمناها في كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز في 20 مدينة ومحافظة في أنحاء المملكة بالتزامن مع إجارة الربيع الماضية، ارتفاع أوزان الأطفال دون أدنى اهتمام من أولياء الأمور، واكتشاف حالات قصر القامة بحاجة إلى تدخل علاجي، وحالات تتبع سلوكيات غذائية خاطئة كارتفاع استهلاك الوجبات السريعة وتناول المشروبات الغازية بكثرة، وغيرها من المشكلات التي يتحملها أولياء الأمور، فالطفل بطبيعته وفي سن الطفولة يجهل الكثير من المعطيات الصحية، وتظهر المشكلات الصحية على الأبناء، فيبدأ الآباء هنا في طرق أبواب الأطباء بحثا عن علاج ناجع، في وقت قد تصبح فيه مشكلة الطفل كبيرة نتيجة التأخير في التشخيص. وكشفت الحملات أن المشكلة ليست في التوعية وإنما في التقيد ببرامج التوعية التي تنادي بالمحافظة على الصحة والحرص على الكشف المبكر لأي طارئ صحي عند الأطفال مثل ملاحظة بوادر زيادة الوزن أو عدم النمو الطبيعي وهشاشة العظام ونقص فيتامين (د). وبقي أن نعلم أنه في السنوات الأخيرة ظهر تغير جذري في أنماط الأمراض وانتشارها بين أفراد المجتمع من الأمراض المعدية، إلى المزمنة التي تعرف بأمراض النمط المعيشي كأمراض الضغط والقلب والسكري، وكثير منها يأتي نتيجة لسلوك خاطئ، ومن هنا فإنني أؤكد أن التثقيف الصحي هو حجر الزاوية للوقاية من الأمراض، بل هو أول مناشط تعزيز الصحة، فمن خلاله يتم الارتقاء بالمعارف والمعلومات وبناء التوجهات وتغيير السلوكيات الصحية، كما أنه خلال السنوات الأخيرة تم الارتقاء بمفاهيم التثقيف الصحي، فأصبح علماً من علوم المعرفة يستخدم النظريات السلوكية والتربوية وأساليب الاتصال ووسائل التعليم ومبادئ الإعلام للارتقاء بالمستوى الصحي للفرد والمجتمع. أ. د. عبدالمعين الأغا - أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة
مشاركة :