أبوظبي: مهند داغر تراهن الأسهم المحلية على التوزيعات النقدية في الفترة المقبلة؛ لتحديد اتجاهات الأسواق، وتعزيز سيولتها، مع الحاجة إلى دعم حالة التفاؤل، التي ظهرت نهاية الأسبوع الماضي؛ من خلال التزام الشركات بالشفافية والإفصاح والحوكمة، إلى جانب تفعيل أداء المستثمر المؤسساتي المحلي، وأهمية امتلاكه نظرة إيجابية على أسهم ذات أساسيات قوية. تميل توقعات خبراء الأسهم إلى محافظة الأسواق على ثباتها خلال الأسبوع الجاري؛ بعد انتهاء موسم النتائج، وفي ظل ضغوط أكبر على أسهم شركات تكبدت خسائر، فيما ستستفيد أسهم أخرى، وخاصة العقارية من النتائج الإيجابية، التي حققتها، مع تركيز أنظار المستثمرين على التوزيعات النقدية. وأرجع الخبراء أسباب تحقيق شركات عقارية نتائج إيجابية لعدة عوامل؛ منها: اعتماد بعضهـــا على مشاريع حكومية وخارجية وأخرى غير عقارية، إلى جانب نجاحها في استقطاب المستثمرين الأجانب على مستوى العالم، الأمر الذي أعطاها ثقة أكبر، وحافظ على تنويع مداخيلها. فرصة استباقية وأفاد وليد الخطيب، مدير شريك في شركة «جلوبال» لتداول الأسهم والسندات، أن سوق الأسهم أخذ فرصة استباقية للنزول بشكل متسارع قبل النتائج، فيما عكست نتائج القطاع العقاري التحديات العقارية، باستثناء «إعمار العقارية»، في الوقت الذي تتجه فيه أنظار المستثمرين إلى التوزيعات النقدية، مع توقعات بأن تظل أسهم الشركات التي سجلت خسائر، تراوح مكانها إذا لم تتراجع أكثر. وقال الخطيب: «شاهدنا كيف تحركت أسهم «إعمار العقارية» ومجموعتها بشكل إيجابي، خاصة وأن لدى «إعمار»، مستثمرين أجانب، وتمتلك دعاية قوية في تسويق مشاريعها واستراتيجيتها في تنويع مداخيلها، وتحديداً على الصعيد الخارجي، كما أن «أرابتك» تمتلك مشاريع حكومية، ومشاريع غير عقارية، وحافظت بذلك على أداء جيد، في حين أن أرباح «الدار العقارية» كانت جيدة بالمجمل، ومدعومة من المشاريع الحكــــومـــية، والمستثمـــــر المحلــــي. وأردف الخطيب: لا يمكن أن نقلل من حجم التحديات التي تواجه الشركات العقارية داخلياً، مع تشبع السوق المحلي من فائض المعروض وضعف الطلب، مرجحاً أن تكون بوادر أكثر إيجابية لهذا القطاع في الربع الرابع من العام الجاري. وعن قطاع البنوك، أشار الخطيب، إلى أن هناك ترقباً جديداً على صعيد أسواق الأسهم بشأن أداء البنوك فيما يتعلق بالمخصصات، ونتائجها للربع الأول، ولاسيما أن أسهمها مرتفعة أساساً منذ عام 2018، وقد لا تشهد صعوداً أكثر. استراتيجية التنويع ورأى وضاح الطه الخـــبير المالــي، أن سهــم «إعمار العقارية» هو الذي انتشل السوق من الحالة السلبية، مع اعتماده على مدار أكثر من 12 عاماً على استراتيجية التنويع وتقليل المخاطر؛ وذلك بعد استيعاب الشركة حالة التشبع للقطاع، الأمر الذي دفعها إلى توسيع أنشطتها تجاه قطاعات أخرى في التجزئة، واستهدافها عمليات دولية حصدت من خلالها ما نسبته 13% من مجموع الإيرادات. وأوضح الطه: إن قطاع التجزئة ظل يلعب دوراً قوياً، وتمكن من تعزيز أرباح «إعمار مولز»، وانعكس ذلك على نتائج الشركة، مشيراً إلى أن ربحية قطاع التجزئة في هذه المرحلة بات أكبر من ربحية قطاع العقار، ما أسهم في تعزيز الربحية لمجموعة «إعمار» بالكامل، مضيفاً: هناك حالة من الاستدامة في ربحية «إعمار»، ونمو أرباحها، غير أن ما يؤخذ عليها هو شح التوزيعات. وأفاد الطه: لا يمكن مقارنة أي شركة تنتمي إلى القطاع الإنشائي في السوقين مع أداء «إعمار»، فيما لا تزال النظرة العامة للقطاع العقاري متواضعة عموماً، مشدداً على ضرورة إيجاد طرق مبتكرة؛ لإحياء وتحفيز القطاع، ما يتطلب إجراءات من المالكين والمطورين؛ لإيجاد طلب إضافي. ولفت الطه إلى أن أفضل أداء كان لقطاع البنوك؛ حيث إنها تقود حالة التفاؤل في الأسواق؛ إذ جاء الدعم للبنوك من الربح التشغيلي؛ بسبب ارتفاع الفوائد بحوالي 4 مرات في عام 2018، كما أن أغلب البنوك خفضت المخصصات، وبالتالي دعم ذلك صافي الأرباح. وعن أهمية الشفافية في طمأنة المستثمرين، قال الطه: ظهرت مسألة الشفافية جلية لدى شركة العربية للطيران، وهو ما يدلل على أن الشركة قادرة على استرجاع جزء من الاستثمارات، كما يوجد هناك نظرة متفائلة في عدم تأثر العمليات والخطوط التشغيلية للشركة، عبر استمرار التوسع إلى وجهات جديدة ومدى أبعد. وتحدث الطه عن أداء مخيب لدى شركات التأمين، التي خالفت التوقعات، بالنظر إلى خسائر العديد منها في عام 2018، رغم تقليص بعضها من تلك الخسائر، وتحقيق بعضها الآخر لأرباح.
مشاركة :