الشارقة: عثمان حسن ضمن برنامج الورش والمحاضرات في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، انعقدت صباح أمس في فندق الهيلتون بالشارقة، ورشة تقنيات الكتابة المسرحية وحاضر فيها الكاتب المسرحي السعودي فهد ردة الحارثي. في بداية حديثة، أكد الحارثي أن هذه الورشة تدخل في باب التثقيف المسرحي أكثر من كونها ورشة تدريبية متكاملة، وأن الهدف منها تقديم فكرة عن فنيات الكتابة المسرحية، التي يمكن إثراؤها من خلال النقاش والحوار. قام الحارثي بتعريف الكتابة كفن إبداعي يعتمد على الموهبة، تماما كما هي حال الإبداع الشعري والروائي والقصصي، وبتطور أدوات الكاتب يتجه نحو التخصص الأدبي، ومن ذلك الكتابة المسرحية التي تحتاج إلى جهد مضاعف من الكاتب لتنمية هذه الموهبة والتحول إلى فن الكتابة المسرحية. وفي هذا الإطار، اعتبر الحارثي أن النص المسرحي، هو أحد العناصر المهمة في اللعبة المسرحية بوجه عام، وهو مفتاح العرض الذي سيقدم لاحقا على الخشبة، الأمر الذي يتطلب عناية فائقة، تبدأ من الفكرة، حيث الأفكار كما يقال: «تتناثر على قارعة الطرقات» والفكرة هي التي تفرض على الكاتب دهشتها، فتتشكل في وعيه -أي كاتب النص -على نحو شعري أو درامي، يشكل الأساس لبلورة الرسالة التي يود الكاتب أن يطرحها، وتدور حولها فكرة العرض المسرحي. كيف تتبلور هذه الفكرة إلى عمل مسرحي؟ هو أحد الأسئلة التي انطلق منها الحارثي لتوضيح فكرة الكتابة المسرحية، مبتدئا بفكرة قصة تدور حول خلاف بين أخوين على ملكية نخلة ورثاها من والدهما وتقع بين منزليهما. هذه الفكرة، كما أكد الحارثي تصلح منطلقا لكثير من التداعيات التي تتوالد في ذهن الكاتب، وهي ذات الفكرة التي يبدأ الكاتب بنسج خيوطها، فيوظفها من أجل كتابة نص مسرحي، ممهور بخبرته في مضمار الكتابة كفن، تمهيدا لتمرير رسالة يود أن تلخص عمله المسرحي، وهذه الرسالة كما أكد الحارثي مهمة جدا في النص المسرحي الذي يتوجه إلى الجمهور، وبطبيعة الحال يلتقط مخرج العرض المسرحي هذه الفكرة ويثريها برؤيته الخاصة، ويقوم الممثلون كذلك بتجسيدها على أرض الخشبة من خلال الحركة والتعبير الجسدي، فيكتمل بذلك بناء العرض المسرحي. أكد الحارثي أن أسس الكتابة المسرحية تعتمد على مجموعة من العناصر، منها: الحوار والشخصيات والفكرة الرئيسية، حيث لكل عنصر من هذه العناصر، أبعاده في إثراء العمل المسرحي، فالشخصية التي يصنعها الكاتب، هي شخصية ذات أبعاد نفسية ولها ذاكرة حية، تتجول بيننا كما هي حال الحوار الذي يذهب في اتجاهات عدة، وهو الذي يؤكد على فرادة الكاتب في تشكيل عناصر نصه المسرحي اعتمادا على الموهبة وربما على قليل من الصناعة في تشكيل الشخصيات، وتمتين الحوار تبعا للمدرسة التي ينتمي إليها الكاتب. إن رسم مسار الشخصية على المسرح يخضع لرؤية الكاتب، كما أكد الحارثي، وعلى الكاتب ألا يذهب نحو السردية، فالكتابة المسرحية، محكومة بفن الحوار بين الشخصيات. وتحدث الحارثي عن مسرح ما بعد الدراما، وهو مسرح يستثني الدراما ضمن منهجية خاصة ترتبط كثيرا بمفهوم التشظي ويقترب من مفهوم العبث، وقد انتقل هذا النوع المسرحي إلى العالم العربي نحو سبعينات القرن الفائت.
مشاركة :