الشارقة: محمدو لحبيب تحليل تاريخي ونقدي لأبرز تطورات الشعر العربي الحديث، وتتبع لأهم العلامات المهمة والمفصلية في ذلك المسار، هو ما ناقشته الندوة التي انعقدت مساء أمس الأول في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في القصباء في الشارقة، ضمن فعاليات نادي الشعر في الاتحاد، تحت عنوان «علامات في مسار الشعر العربي الحديث»، وقد حاضر فيها الناقد الدكتور شكري عزيز الماضي، وأدارها حسن النجار رئيس النادي، وحضرها الدكتور محمد حمدان بن جرش الأمين العام للاتحاد، إضافة إلى جمهور من المثقفين ومتذوقي الشعر. استعرض الماضي بعد ذلك ما أسماها العلامات في الشعر العربي الحديث، وبدأ بالحديث عن الشعر الإحيائي الذي ذكر أنه استمر ما بين 1850، و1914، وهي المرحلة التي تعرف بالكلاسيكية الجديدة، وشرح أن تلك المرحلة تميزت بمحاولة إحياء القيم الشعرية الماضية، واتباع النموذج الجمالي للشعر العربي القديم. وتساءل الماضي قائلا: «يمكننا أن نطرح سؤالا هنا هو كيف أن تكون تلك العلامة المرتبطة بالقديم والتي امتدت ل70 عاما هي أولى مراحل الشعر العربي الحديث؟». وانتقل الماضي في سرده النقدي التاريخي إلى العلامة الثانية التي أسماها الشعر الوجداني أو ما يعرف بالرومانسي، وحددها تاريخيا في الفترة ما بين 1914، و1945، وهي فترة ما بين الحربين العالميتين. وأشار إلى أن هذه العلامة تميزت بالانفتاح على الحضارة الغربية وأدبها وشعرها خصوصاً الشعر الإنجليزي، وكذلك تميزت بوجود مدرسة الديوان التي من رموزها العقاد والمازني، وكذلك بوجود جماعة أبولو، وقال الماضي عن تلك المرحلة: «تجسد فيها شعر متوهج الإحساس وجداني، ويصور أثر الأشياء في ذات الشاعر، وكانت دعوة للتمرد على القوالب الكلاسيكية السابقة». ثم مر الدكتور الماضي بعد ذلك على علامات أخرى من مسار تطور الشعر العربي الحديث، مثل علامة الشعر المهجري التي وصفها بأنها صورت الغربة والاغتراب، وعلامة شعر التفعيلة التي اعتبرها تحولا جذريا في بناء القصيدة وعلاقتها مع الجمهور، وأشار إلى أن مصطلح التفعيلة هو مصطلح يحتاج لمراجعة وتصويب. وتناول الدكتور الماضي كذلك مرحلة أو علامة القصيدة النثرية التي اعتبر أنها أعادت التراشق بين النقاد العرب بدل الحوار المثمر، وحدد سماتها بأنها الإيجاز والتوهج والمجانية والتي تعني أنها محكومة برغبة المؤلف في بناء شعري خارج القوالب المعروضة فقط، وقال إنها: «تمرد مطلق».
مشاركة :