استضاف بيت شعر في الخرطوم، الدكتور الصديق عمر الصديق في محاضرة بعنوان: «المتنبي شاعر العصور». واستهل الدكتور الصديق حديثه بسؤال لماذا خلد المتنبي؟، وما زال حضوره قوياً على الرغم من مرور أكثر من ألف عام على وفاته؟ وانتهى إلى أن الحكمة وحدها لا تصنع الخلود للشاعر. وذكر الدكتور الصديق، عدة أسباب خلدت نتاج المتنبي، منها الاستناد إلى مصادر معرفية متعددة وُظفت توظيفاً عالياً في الشعر، فالمتنبي لغوي لا يُشق له غبار، ولكنه لم ينبرِ للتدريس، وإنما عمد إلى توظيف المعرفة اللغوية دلالياً ونظماً، وفي ذلك قال: «أنام ملء جفوني عن شواردها/ ويسهر الخلق جرّاها ويختصمُ» واعتمد المتنبي أيضاً، على غنائية ذات حمولة إنسانية تضرب على وتر ضياع الآمال وعثرات الدهر. ومضى الدكتور الصديق يتحدث عن قدرة أبي الطيب السحرية، على رسم الأشياء والأحداث والوقائع.
مشاركة :