أحيت ليبيا الذكرى الثامنة لأحداث 17فبراير 2011 التي انتهت بسقوط نظام العقيد الراحل معمر القذفي، ودخول البلاد في بؤرة صراعات لا تزال متواصلة حتى اليوم، ويشير المراقبون إلى أن الدور القطري كان وراء تحويل البلاد إلى ساحة للفوضى والانفلات، منذ أن بادرت بتسليح قوى الإسلام السياسي وعسكرة الاحتجاجات التي انطلقت من الشرق الليبي، التي كانت ترفع شعارات الإصلاح والتنمية قبل أن تتحول إلى حرب هدفها تسليم سلطة ليبيا إلى جماعة الإخوان وحلفائها من الجماعة المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة. ووفق نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق والخبير القانوني، عبد الحفيظ غوقة، فإن «التدخل القطري في ليبيا كان واضحاً منذ أول يوم لثورة فبراير، بتقديمها الدعم المالي والسلاح لأمراء الجماعات المتطرفة في ليبيا وأن رئيس الأركان القطري تجاوز رئيس الأركان الليبي وقتها عبدالفتاح يونس، بل إن قطر هي من حرض على قتله، لأنها لم تكن تريد قيام مؤسسة عسكرية في ليبيا عقب انتهاء الثورة». مؤامرة قطرية ويؤكد محللون ليبيون أن قطر قررت منذ الإطاحة بنظامي بن علي في تونس ومبارك في مصر، إسقاط نظام القذافي لتحويل الدول الثلاث إلى امتداد واحد خاضع لأيديولوجيا إخوانية مزعومة تأتمر بأوامر تنظيم الحمدين، خصوصاً في ظل توافر الثروات الطائلة في ليبيا، ما يجعل منها بيت مال الجماعة، وفي كتابه «نهاية القذافي» كشف المندوب الأسبق لليبيا في الأمم المتحدة عبد الرحمان شلغم، تفاصيل المؤامرة القطرية على بلاده، وقال إن «القطرة التي أفاضت البحر» كانت عندما أخبره أحدهم في العام 2012 أن أمير قطر كان مستعداً لدفع كل ثـروة قطر من أجل إزاحة نظام القذافي. ولما سأله شلقم عن السبب وراء ذلك؟ أجابه الرجل أن أمير قطر لديه مشروع استراتيجي بعيد المدى لن يتحقق إلا بتنصيب حكومة إخوانية موالية له في ليبيا، لأن فوز الإخوان في تونس ومصر يستدعي أيضاً تنصيب حكومة إخوانية في ليبيا تكون حلقة وصل بين النظامين، وبهذه الطريقة يمكن لأمير قطر تكوين اتحاد إخواني في شمال أفريقيا يضم هذه الدول ويكون تحت زعامة «الأمير» حمد بن خليفة آل ثاني. نهاية المشروع وعلى امتداد ثمانية أعوام، عمل النظام القطري بكل قواه على تحويل ليبيا إلى دولة فاشلة بعد عجزه على فرض حلفائه على الشعب، حيث قام بتمويل وتسليح الميليشيات، وبتزعم الصراعات القبلية والجهوية من خلال دعمه المباشر لمجالس شورى الثوار المتشددة، ولمنظومة فجر ليبيا الانقلابية، ودفعه بالمال والسلاح لمواجهة الجيش الوطني في حربه ضد الإرهاب، إضافة إلى استجلاب المرتزقة الأجانب. ويجمع المهتمون بالشأن الليبي على أن الجيش الليبي أنهى طموحات تنظيم الحمدين في البلاد بتقدمه على مختلف الجبهات، وبقضائه على رؤوس الشر في ظل التحام شعبي كبير مع قيادته العامة، ما جعل حضور حلفاء الدوحة ينحصر في بعض المناطق المحدودة بشمال غرب البلاد، وفرار أغلب القيادات الإخوانية إلى الخارج، خوفاً من اقتراب لحظة الحساب.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :