قال جنرال أميركي كبير إن الولايات المتحدة ستضطر لوقف مساعداتها العسكرية لقوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد والتي تقاتل تنظيم داعش في حال تحالف مقاتلوها مع الرئيس السوري بشار الأسد أو روسيا. وتسلط تصريحات اللفتنانت جنرال بول لاكاميرا، قائد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة التي تقاتل داعش في العراق وسورية، الضوء على القرارات الصعبة التي تواجه قوات سورية الديمقراطية "قسد" مع استعداد واشنطن لسحب قواتها من سورية. وسعى قادة أكراد سوريون إلى إجراء محادثات مع حكومة الأسد بغية حمايتهم بعد انسحاب القوات الأميركية الداعمة لهم حالياً. ويخشى الأكراد التعرض لهجوم من تركيا المجاورة التي هددت بسحق وحدات حماية الشعب الكردية. ولا تميز الحكومة التركية بين الوحدات وحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً داخل تركيا. لكن لاكاميرا حذر من أن القانون الأميركي يمنع التعاون مع روسيا وقوات الأسد أيضاً. وقال القائد العسكري الأميركي "سنستمر في تدريبهم وتسليحهم إذا بقوا شركاء لنا" مشيداً بانتصاراتهم الصعبة ضد داعش. لكن عندما سئل عما إذا كان الدعم سيستمر إذا تحالفوا مع الأسد قال لاكاميرا "لا". وأضاف قائلاً لمجموعة صغيرة من الصحفيين "حينها ستنقطع هذه العلاقة، لأنهم سيعودون إلى النظام الذي لا نرتبط معه بعلاقة أو الروس...إذا حدث ذلك فلن نبقى شركاء معهم بعدها". من جانب آخر أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الجامعة ترفض كل وجود أجنبي على الأراضي السورية من حيث المبدأ، مشيرًا إلى أن الحل الأفضل للوضع في شمال سورية بعد الانسحاب الأميركي، قد يتمثل في العودة إلى اتفاق "أضنة" الذي تم التوصل إليه بين تركيا وسورية في عام 1998م، خاصة وأن الاتفاق يساعد على الاستجابة للشواغل الأمنية التركية، دون الافتئات على التكامل الإقليمي لسورية. وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للجامعة السفير محمود عفيفي في تصريح له أن أبو الغيط قال خلال جلسة خصصت لمناقشة الأزمة السورية في إطار مؤتمر ميونيخ للأمن: "إن النظام السوري يحتاج إلى تبني منهج أكثر اعتدالًا، وألا يكتفي بتحقيق النجاحات العسكرية على الأرض، وإنما ينخرط في عملية سياسية جادة، وحوار حقيقي مع المعارضة السورية بما في ذلك الأكراد". وحول احتمالات استعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، أكد أبو الغيط أن القرار في النهاية يعود للدول العربية، وأنه لا يلمس تغيرًا جوهريًا في مواقف الدول العربية حيال هذا الأمر، مبينًا أن الجلسة ضمت كلًا من وزير الدفاع اللبناني ونظيره التركي، وكذلك المبعوث الأميركي لسورية، ونائب وزير الخارجية الروسي، فضلًا عن المبعوث الأممي إلى سورية. وأشار عفيفي إلى أن الجلسة تناولت الأبعاد المختلفة للأزمة السورية، حيث لفت الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن كافة المداولات التي تتناول مستقبل سورية تخلو من الحضور السوري، مؤكدًا أن هذا التناقض يمثل خطأ كبيرًا يتعين تداركه. إلى ذلك قال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس إن مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوجوب استعادة 800 من مقاتلي داعش سيكون من الصعب للغاية تنفيذ ذلك. وقال ماس في برنامج تلفزيوني مساء الأحد إن عودتهم ستكون ممكنة فقط عندما يمكن التأكد من أن هؤلاء الأشخاص سيمثلون على الفور أمام القضاء، ويكونون رهن الاحتجاز.
مشاركة :