صحف عربية: واشنطن تتخلى عن رحيل الأسد.. وتخدم تحالف «موسكو-طهران»

  • 7/9/2016
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

أفردت الصحف العربية الصادرة الأسبوع الماضي المساحات للحديث عن الأزمة السورية وتداعياتها الخطيرة التي لا يحمد عقباها أحد. وذلك عبر افتتاحيتها ومقالات لكبار الكتاب. فمن جهتها وجهت بعض الصحف انتقاداتها إلى المجتمع الدولي بسبب ضعفه وعدم الضغط على الأسد ونظامه من أجل إنقاذ الشعب السوري. وإفساح المجال لروسيا التي باتت تمتلك في شكل كامل مفاتيح الأحجية السورية برمتها بأبعادها العسكرية والدبلوماسية. فلا حراك عسكرياً للنظام وحلفائه من دون ضوء أخضر يتسق مع رؤى القيادة في حميميم. ولا مقاربة سياسية تفاوضية تمر دون رضا موسكو. وفي ذات السياق رأت بعض الصحف أن معالم الاتفاق العسكري الجديد بين روسيا وأميركا يدل بما لا يدع مجالاً للشك على أن واشنطن قد تخلّت عن مطلب رحيل الأسد الذي كانت قد رفعته بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، وتابعت أن الأسوأ من ذلك أن هذا الاتفاق سيسمح، من خلال شرعنة القصف الروسيّ في سوريا، إلى جعل فرض وجودها كقوّة احتلال ويسمح لها بفرض رؤيتها السياسية للصراع السياسي والعسكري على السوريين. ففي هذا الشأن قالت صحيفة «القدس العربي» في إحدى افتتاحياتها: لقد كشفت التقارير الواردة من واشنطن اقتراب موافقة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على الاقتراح الروسيّ بـ»شراكة عسكرية» بين الجيشين الأميركي والروسي في سوريا يتضمن ضرب مواقع «جبهة النصرة»، وهو أمر كانت الإدارة الأميركية قد رفضته سابقاً، لأن المقصود منه توسيع أجندة النزاع السوري خارج نطاق محاربة «الدولة الإسلامية» وتقوية مركز الرئيس السوري بشار الأسد الذي ما زال الروس مصرين على تمكينه وإبقائه على رأس السلطة بالقوة. وأضافت: لقد توازى هذا الاتجاه الأميركي الجديد المنحرف نحو البوصلة الروسية مع التسارع الكبير في خطى التوافق بين موسكو وأنقرة الذي بدأ مع الاعتذار المعلن للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من نظيره الروسي فلاديمير بوتن وانتقل من ثَم إلى إعلانات عن إجراءات سريعة لعودة السياحة والتبادل التجاري بين البلدين وصولاً إلى حديث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مؤخراً خلال لقائه بنظيره التركي عن بدء اتصالات بين وزارتي الدفاع الروسية والتركية، أيضاً فيما يخص سوريا. وأضافت أما التقارب الروسي التركي الجديد فيجمع في أسبابه الخذلان الأميركي لأنقرة في مواجهتها مع موسكو وفي رفض خططها لتمكين المعارضة السورية القريبة منها، وكذلك في حظر البيت الأبيض لخطة المنطقة الآمنة السورية، والخذلان الأوروبي لها في موضوع انضمامها للاتحاد الأوروبي، مضافاً إلى الخسائر الاقتصادية الهائلة التي تكبدتها من تلك المواجهة، فالمعلوم أن التجارة بين أنقرة وموسكو تجاوزت 50 مليار دولار في عام 2015، وكان عدد السياح الروس يصل سنوياً إلى 5 ملايين، إضافة إلى استهلاك تركيا للغاز الروسي ومشاريع المحطات النووية. واختتمت القدس افتتاحيتها بقولها: صحيح أن العرب لم يكونوا ينتظرون معجزات من إدارة أوباما ولكن أكثرهم تشاؤماً لم يتوقع أن تتراجع أميركا عن دعم حلفائها التقليديين، لصالح تقوية المشروع الروسي - الإيراني، واعتماد الحل العسكري - الأمني الذي لا يفعل غير أن يؤجج أفق الأزمات البنيوية في المنطقة وينعكس بالتالي على أوروبا وأميركا والعالم بمزيد من الكوارث. ومن جهته قال الكاتب اللبناني محمد قواص في إحدى مقالاته بصحيفة «الحياة اللندنية»: إن الاحتكار الروسي للملف السوري لا يأتي من جبروت كاسح لموسكو، بل من إجماع دولي، ويبدو إقليمياً أيضاً، لإيكال أمر سورية لإدارة الكرملين بزعامة فلاديمير بوتن. تأخرت هذه «الوكالة»، لكن واشنطن التي جربت الأداء الروسي خلال سنوات الأزمة السورية أقرت لموسكو بمواهب تؤهلها للقيام بالمهمة وحتى إشعار آخر. وأضاف الكاتب: مارس الروس لعبة كر وفر مع الأميركيين أمام شواطئ سوريا منذ اندلاع أزمتها عام 2011 كانت السفن الروسية تقوم بزيارات روتينية، أو استعراضية، لقاعدتها البحرية في طرطوس. وأضاف: جهد العالم بأسره لتوفير الظروف الضرورية لروسيا من أجل حسن سير «الوكالة» الممنوحة لموسكو. لم تكن الدول الإقليمية بعيدة عن ذلك، قامت السعودية بإعداد الوفد المعارض إلى جينيف، فيما تولى الأردن توفير لائحة بالمجموعات الإرهابية الواجب اعتمادها (والتي لم ترُق للروس). وحدها تركيا التي أسقطت مقاتلة روسية في الخريف الماضي كانت تعبر عن تململ من تلك «الوكالة» وتعتبرها تستهدف نفوذها ومصالحها. وأضاف لقد أدركت موسكو منذ تدخلها العسكري (سبتمبر 2015) أن قوة نيرانها لن تنجح في فرض رؤاها في سورية، وأن صمود المعارضة، على رغم كثافة التدخل العسكري لدولة يفترض أنها عظمى بالمعنى العسكري، لا يعود فقط إلى كفاءة المقاتلين، بل إلى استثمار إقليمي مضاد لن يسمح بسقوط سوريا داخل المآلات التي يمكن أن يرسمها خط التحالف مع دمشق وطهران وتوابعها. وتابع: لقد اجتمع وزراء دفاع روسيا وإيران في طهران في 9 يونيو الماضي. لم يرشح عن الاجتماع شيء يذكر، لكن بشار الأسد الذي استبق الاجتماع بالتصريح بأن حلب ستكون «مقبرة أردوغان»، أوحى بأن المجتمعين اتخذوا قراراً في هذا الشأن. على أن الهزائم التي مني بها النظام وارتفاع عدد قتلى «حزب الله» في الريف الجنوبي بعد أسبوع على اجتماع طهران، تكشف المزاج الروسي الحقيقي، وربما توحي أيضاً بمستوى التنسيق الذي كان جارياً مع تركيا قبل أسابيع من إعلان التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، ذلك أنه لا يمكن تخيل اندفاع حشود المعارضة بتسليح عالي النوعية داخل ما هو مفترض أنه جزء من مجال تركيا الاستراتيجي، دون ضوء أخضر إقليمي دولي، لا يبدو أن موسكو التي أبقت طائراتها في مهاجعها، كانت بعيدة عنه. واختتم الكاتب مقالته بقوله إنه في مشاهد العلاقة المتقدمة بين روسيا وإسرائيل، مروراً بتلك التي بين تركيا وإسرائيل، انتهاء بفصل التطبيع المتسارع الوتيرة بين تركيا وروسيا، يكتمل عقد الوكالة الممنوحة لموسكو في سوريا، على ما سيتداعى حتماً على تطور الأزمة السورية لإنتاج تحولات دراماتيكية مقبلة في الخرائط العسكرية كما في ضجيج أروقة جينيف. وعن هجرة اللاجئين وغرقهم أمام أعين المجتمع الدولي قال الدكتور محمد خليل رضا في إحدى مقالاته بصحيفة «اللواء اللبنانية»: أين هي المراقبة وحراسة وخفر السواحل والبحار والمياه الإقليمية العائدة لهذه الدول؟ وماذا في داخل هذه السفن وأخواتها؟ هل فيها ممنوعات، أسلحة، مخدرات، مواد مهربة؟ وكذلك تفتيشها، وإلقاء القبض على مافيات تهريب وتجارة البشر من جنسيات مختلفة ينطلقون بهم بحراً إلى دول العالم حيث يسلموهم إلى مافيات أخرى وبالاتفاق وربما بالتنسيق من تحت الطاولة مع بعض المسؤولين في هذه الدول على قاعدة «رنوا الفلوس؟!»، «مقطعين موصلين» مصاصي دماء البشر والحجر والشجر. استطراداً صدر البارحة قرار أممي باعتراض السفن التي تنقل الأسلحة إلى ليبيا وتفتيشها وإجراء ما يلزم (كتبت المقالة نهار الأربعاء 15 يونيو 2016) ما يعني ذلك بأن هذا القرار يساعدنا من زاوية أخرى أن للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية العالمية الحق في استصدار القرارات والإجراءات المناسبة والرادعة. وأضاف حتى التدخل الفوري والعسكري أحياناً والإنزال حيث ما يشاءون والاستعانة بمظلين وكوماندوس وقوات خاصة وفهود ليهبطوا على ظهر هذه السفينة وغيرها التي تهرب مهاجرين وينسحب الأمر على القوات البحرية الخاصة وفرق التدخل البحري لهذه الدول؛ حيث سلكوا بحرهم ومياههم الإقليمية من تفتيش وغيره. لماذا لا ينسحب ويستنسخ هذا الأمر على قوارب وسفن ومراكب وعبارات الموت التي تقل المهاجرين؟! وتابع: لماذا لا تتدخل لإنقاذهم وإجلائهم فوراً من الموت القادم إليهم بعد دقائق أو مباغتتهم؟ ولماذا هذه الإجراءات السريعة والفعالة تصلح هنا.. ولا تصلح هناك؟! حيث المهاجرين يستغيثون بمن ينقذهم من الغرق والموت المحتم، هؤلاء المهاجرون المدنيين الأبرياء من كافة الأعمار شيوخ، رجال، نساء، أطفال، رضع، نساء حوامل (مثلاً للمرأة الحامل خصوصية في القفز بالطائرة والسفينة فهل تتوفر في هذه السفن والمراكب والزوارق التعبانة والقديمة). واختتم الكاتب مقالته بقوله: إن المعلومات تخزن في بطاقات لهم وللمفوضية، لماذا هذه المنظمات والصليب الأحمر الدولي لم يقيموا مخيمات على الشواطئ لشرح مخاطر السفر بحراً بهذه الطريقة وألا يُوقع كل من يغامر على مسؤوليته؟!! إذا فالعلاقة السببية واضحة وجلية بين الغرق وإهمال وتقصير هذه الدول والمنظمات وهل هذه السفن صالحة للملاحة؟ ننتظر الإجابة على السؤال يا صاحبي أم كبر عقلك وانسَ الموضوع.;

مشاركة :