لَا يَمرُ أسبُوع، إلَّا وتَسمَع عَن حَادثة اعتدَاء عَلَى مُعلِّم هُنَا أَو هُنَاك، وهَذه التَّصرُّفَات -رَغم أنَّها فَرديَّة- إلَّا أَنَّها تُزعج وتَقدح فِي عَمليَّة المَسيرَة التَّعليميَّة..! ودَعونِي فِي بِدَاية المَقَال، أُبَارك لمَعَالي وَزير التَّعليم؛ الدّكتور «حمد آل الشيخ»، الذي لَم أَتشرَّف بمَعرفتهِ، ولَكنَّني أَسمَع عَنه خَيراً؛ مِن الأَصدِقَاء المُشْتَرَكين..! وبَعد المُبَارَكَة أَقول لَه: يَا مَعَالي الوَزير، إنَّ المَأمول مِنك كَثير، وأَنتَ -بإذن الله- أَهلٌ لِذَلك، ومِن هُنَا أُوصيكَ قَائِلاً: الله الله بالمُعلِّمين، فهُم صُنَّاع الأَجيَال، بَل هُم طَائفة تُشبه الشّعير، الذي يَأكله النَّاس، ويَنتَفعون مِنه، ثُمَّ يَشتمُونَه، وقَد صَدق أَحدُهم حِينَ قَال: (المُعلِّم مِثل الشّعير، مَأكُولٌ مَذْمُوم)..! لابدَّ -أيُّها الوَزير- مِن إعَادة هيبة المُعلِّم، ورَدّ الاعتبَار لَه، وقَد قَرأتُ لَك تَصرِيحَات تُؤكِّد فِيهَا؛ عِنَايتك بالمُعلِّم وحِمَايته، حَيثُ أكَّدْتَ فِي هَذه الجَريدَة -قَبل أَيَّام- عَلَى حِمَاية الوزَارَة للمُعلِّمين، كَمَا قَرأتُ -أَيضاً- تَصريحَات لأَعضَاء مَجلس الشّورَى، يُطَالِبُون فِيهَا برَفع مَعنويَّات المُعلِّمين، وفِي عَام 2017، أُقرّت عقُوبَات تَقضِي بالسِّجن عَشر سَنوَات، والغَرَامَة بمليُون رِيَال؛ لكُلِّ مَن يُمَارس الاعتدَاء الجَسدِي ضِدّ المُعلِّم.. إنَّني أَقرَأ كُلّ هَذا وغَيره، ولَكن مَازَالت الأمُور حِبراً عَلَى وَرَق، والأَمَل فِي مَعَاليكم كَبير، أَنْ تَجعلوا الأمُور وَاقِعاً عَلَى الأَرض..! حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟! بَقَي القَول: مَع الأَسَف، مَن يَتَصفَّح بَعض كُتب التُّرَاث؛ يَجد الازدرَاء لمُعلِّم الصّبيَان، فقَد ذَكر «الجاحظ» شَيئاً كَثيراً مِن هَذا الازدرَاء، ومِنه أَنَّ القَاضي «ابن شبرمة»؛ كَان لَا يَقبَل شَهَادة المُعلِّمين، بَل قَال «الجاحظ»: إنَّ بَعض الفُقهَاء يَقولون: «شَهَادة النِّسَاء أَعدَل مِن شَهَادة المُعلِّم»..!!
مشاركة :