رفقا بالمعلمات يا وزارة التعليم

  • 4/30/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بحث مخصص الدخول والأرشيفنسخة الجوالal - watanالرئيسيةالسياسةالمحلياتالاقتصادالثقافةالرياضةحياة الوطنيكتب لكمنقاشاترؤية 2030PDF آخر تحديث: الإثنين 30 أبريل 2018, 0:57 ص استقرار معدل البطالة يمهد لخفضها إلى 9% 3 معايير لرفع تصنيف الدوري السعودي سيدة النفط الأميركي تدخل إدارة أرامكو خادم الحرمين يبحث مستجدات الأوضاع مع وزير الخارجية الأميركي إجازات المعلمين تستدعي الوزير للشورى المسوري: تحالف صوري جمع صالح بالحوثيين أميركا: أمن السعودية أولوية وسنبدأ بإيران استقرار معدل البطالة يمهد لخفضها إلى 9% رفقا بالمعلمات يا وزارة التعليم من عمل في التعليم وجرّبه سيدرك أنه معاناة ومشقة، ولعلي أتذكر بيتا لإبراهيم طوقان، يوم قال مصورا معاناة المعلم «يا من يريد الانتحار وجدته.. إن المعلم لا يعيش طويلا»، وفعلا قد مات في ريعان شبابه، فالمعلمون والمعلمات يرجون من خلال ما يقومون به الأجر والثواب من الله، قبل أن تكون مهنة وظيفية يتقاضون مقابلها راتبا من الدولة، فهم يقومون برسالة تربية وتعليم لطلبة وطالبات في مراحل مختلفة، يأتون إلى المدارس، من بيئات متنوعة، ومتفاوتة اقتصاديا وعلميا ومعيشيا، وفي سبيل أن يؤدوا رسالتهم تلك التي اؤتمنوا عليها تجاه أبناء وبنات المجتمع، فهم يحاولون بذل أقصى جهودهم، لأنهم يعلمون أنهم مسؤولون أمام الله عما استرعوا، وما أصدق قول شوقي في حقهم «أعلمت أشرف أو أجل من الذي.. يبني وينشئ أنفسا وعقولا». وحينما عنونت مقالي بـ«رفقا بالمعلمات» تحديدا، فهذا لكوني أعلم بحجم المعاناة التي تواجه المعلمات، بداية من البيت ذهابا إلى المدرسة، وما يسبق ذلك من إعداد وترتيب وتجهيز، وانتهاء بالعودة إلى البيت، وما ينتظرهن من أعباء منزلية وأسرية، فهناك معلمات مسؤولات عن أسر، رغم أنهن لم يتزوجن، وهناك معلمات متزوجات لديهن مسؤوليات تجاه أطفالهن وأزواجهن وأسرهن، هذا الحمل الكبير، زيادة فوق ما هو منوط بهن من أعمال مدرسية وأعباء عمل، وبدون شك بين هذا وذاك هناك مساحة كبيرة مملوءة بالكثير من المشاق والمعاناة، لطبيعة الحياة. بودي أن أضعكم أمام صورة واقعية، يجب النظر إليها من زاوية إنسانية، إذا ما قلنا بأن المعلمة ليست آلة، وليست كزميلها المعلم لديه قدرة احتمال كبيرة قد يقوى على مواجهة الظروف الصعبة التي تواجهه، فتخيلوا معي نسبة المعلمات اللاتي يقمن قبيل الفجر ليودعن أسرهن، سواء كن معلمات متزوجات أم غير متزوجات، وهن في حالة الوداع، وما يكتنف ظروف الرحلة نحو المدرسة، إذا ما كانت المدرسة في منطقة نائية، فهن لا يعلمن مخاطر الطرق المجهولة، وما أكثرها التي قد تكشر عن أنيابها، وقد يحدث ما لم يكن في الحسبان، وكم معلمة ذهبت ضحية حوادث الطرق نتيجة تهور سائق أعماه الطمع، لأنه يريد أن يلحق بـ«مشاوير» أخرى، فهو لا يهمه إلا أن يحصل على المال من جيب هذه المعلمة، وجيب تلك الموظفة، وعبر وسيلة نقل مهترئة رديئة لا تصلح للسفر ولا للنقل، هذا وجه المعاناة الأول في الذهاب، أما عند عودة المعلمات إلى بيوتهن وأسرهن فهو في العادة عند الرابعة عصرا، ويا ترى بعد ذلك السفر والعمل المنهك بالمدرسة، ماذا تبقى من طاقة لمعلمة مرهقة لتقوم بمسؤولياتها المنزلية؟! ليست هذه المعاناة وحدها التي قد تجدها المعلمة، فقد تكون لنسبة من المعلمات، لكن هناك نصاب من الحصص مثقل بالمواد، وهناك فصول دراسية مكتظة بالطالبات، وهناك مدارس في مبانٍ تصلح لكل شيء إلا أن تكون مدارس للتعليم، فلا قاعات، ولا غرف معلمات تليق بهن، يجدن فيها الأجواء التي تسمح لهن باستعادة أنفسهن، وممارسة أعمال التصحيح، والإعداد للحصص، والاستراحة التي هي من أبسط حقوقهن لاستعادة الأنفاس، ولا أفنية لممارسة الأنشطة، كذلك هناك معاناة مع إدارات مدرسية متسلطة، قد لا تحسن التعامل مع المعلمات، ولا تراعي ظروف المعلمات، ومع هذا تجد الكثير في المدارس المعلمات، هن من يقمن على تجهيز قاعاتها، وتجهيز غرف المعلمات، وطلاء الفصول على حسابهن، وإحضار الجوائز والهدايا التحفيزية للطالبات، وجلب الوسائل التعليمية من «جيوبهن» وعلى حسابهن، هذا فوق ما يلحقهن من التزامات مالية لمناسبات اجتماعية، مع أنه لا معلمة اليوم «سالمة» من القروض البنكية والالتزامات المادية، ناهيكم عما قد تعايشه بعض المعلمات في حياتهن الخاصة من ظروف في حياتهن الزوجية، إما مع ما يتعلق بتربية الأبناء، أو مع الشغالات اللاتي أصبحت المخاوف منهن تتزايد حين يتركن مع الأطفال وحدهن، وما قد يقمن به من إيذاء للأطفال، وقد تكون معاناة بعض المعلمات مع أزواج لا يقدرون العشرة الزوجية، ولا يتفهمون طبيعة ما يجدن من مشاق في ميدانهن، سواء في المعاملة والعشرة. هذه الصورة في حياة المعلمات أسجلها لكم بدون رتوش، وبدون مبالغة، وما ذاك إلا من أجل النظر في توفير أفضل الظروف لهن ليمارسن رسالتهن على أكمل وجه، فوسيلة النقل لم تحل حتى حينه، وكان يمكن لوزارة التعليم التعاقد مع شركات وفق مواصفات تضمن سلامة المعلمات مع توفير حراسات أمنية مرافقة لهن، كان يمكن للوزارة النظر في عدم إبعاد المعلمات أثناء التعيين عن مناطقهن، بدلا من تعيين معلمة من الشمال بالجنوب، والعكس! كان يمكن للوزارة أن تدرس تخفيض أنصبة المعلمات، وعدم مساواتهن بالمعلمين مراعاة لظروفهن التي ذكرت شيئا منها هنا، كان يمكن للوزارة أن تعفي المعلمات من الحضور إلى مدارسهن في الإجازات، ويتم ربط حضورهن بوجود طالباتهن بالمدارس، كان يمكن للوزارة أن تعمل على حوسبة الكثير من أعمالهن عند الحاجة إلى أوراق أو مشاهد حضور أو تواقيع دون الحاجة لمراجعة إداراتهن، كان يمكن الاستعاضة بالتدريب عن بعد، بدلا من إلزامهن بالحضور لمواقع التدريب، وتكبد معاناة النقل. ولهذا أقول إنه ليس عيبا أن تجد المعلمة شيئا من التسهيل والمرونة والتخفيف من أعباء العمل، بالنظر إلى أن ظروفها التي تختلف عن ظروف المعلم، فالمعلم حينما يعود إلى البيت قد يأوي مباشرة إلى فراشه لينام، لكن بربكم هل يمكن أن ينطبق هذا على المعلمة؟! كيف تأوي المعلمة إلى فراشها وهي تعلم أن بانتظارها زوجا وأطفالا، أو أسرة وأعباء منزلية، وقد يكون هناك التزامات اجتماعية لا نعرفها تتعلق بمرضى مثلا! هذا مثل بسيط جدا، لكنه يختصر لكم كل الحكاية، للعمل على إيجاد بيئات وظيفية تناسب ظروف المعلمات، وتخلق لديهن الحماس للعطاء والعمل بارتياح نفسي كبير، أخذا بمبدأ الرحمة والشفقة مقابل ما يجدنه في ميدان رسالتهن من مشقة وتعب، وأنا ليس لدي شك، بل على يقين أن معالي الوزير، ومسؤولي الوزارة يعملون لأجل ذلك. محمد فايع 2018-04-29 11:26 PM Bookmark and Share

مشاركة :