هناك حيث اعتادت الإمبراطورة «هيلانة» ووصيفاتها السباحة واللهو، كانت «جنة النساء» تلك البحيرة الصغيرة التي استحالت قرية تُدعى «إجنسنيا» شمال غربي نابلس بالضفة الغربية. هناك روايات عديدة عن التسمية، أكثرها رواجاً تلك التي تقول إنه اسم روماني يعني «جنة النساء»، وهناك من يقول إنها نسبة إلى القائد الروماني «جوستنيان»، في حين يرى آخرون أن الاسم آرامي، ويعني الجنس أو العِرْق، وتتناقل الروايات أن الإمبراطورة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير، حطّت رحالها في القرية، واستقرت فيها فترة من الزمن. تغفو إجنسنيا بين ذراعي جبلين، يُدعى أحدهما «الراس» والآخر «الصلعة» وسُمي بهذا الاسم لخلوه من الأشجار، ويقطنها ما لا يزيد على 1000 نسمة، ما زالت نسبة كبيرة منهم تعتمد على موسمي الخوخ والزيتون، وتحيط بها قرى: نصف اجبيل، سبسطية، الناقورة، بيت إمرين، ياصيد، وعصيرة الشمالية. أحلام كبيرة في تلك القرية الصغيرة أحلام كبيرة، تختلط برائحة التاريخ و«الطابون» وبعبق زيت الزيتون، وما تبقّى من ملابس الأجداد، وأدواتهم، وحكمتهم أحياناً. لم تعد النساء تملأ جرارها من عين الماء، كما كان في السابق، لكن وقع أقدامهن، ما زال محفوراً في الطرقات، رغم تعبيدها، وما زالت رائحة العرق العالقة بأثواب من تبقّى منهن، تناجي طيف هيلانة! في وسط القرية، تشمخ نخلة باسقة، يبدو أنها عشقت الوِحدة، وآثرت أن تحرس عين الماء بمفردها، حتى إن القرية باتت تعرف بهذه النخلة، وبين الحارات القديمة، لوحة أخرى مختلفة، يُخضّب فيها الأذان أطلال المنازل العتيقة، من خلال مئذنة المسجد الوحيد في القرية، وهو مسجد عُمَري، يشهد على حضارات عديدة. في أعلى الجبل البعيد عن منازل القرية، يقبع مقام «الشيخ شعلة» وحيداً، وكأنه ينتظر رجال صلاح الدين، الذين جعلوه منارة في زمانهم.. هناك عاش الأجداد، وهناك الكنوز التي باتت تحت حوافر الخيول.. حتى الطيور اعتادت على المكان، فباتت تضع أغلى ما تملك، في كومة قشّ. الزقاق.. الطريق الوحيد الذي يخترق الحارات القديمة، لا يعرف أسراره، إلا من هو «جنساوي» ويوصلك إلى مركز القرية وعين الماء، لا زال صامداً، دون أن «يعبث» به العمران، ولا زال يحتفظ بقناطره الحجرية، التي تميزه عن غيره من شوارع القرية، ويضفي شيئاً من التآلف، بين سكان الحارات كرم لا يمكن للزائر إلى إجنسنيا أن يرى «حواكير» التين والخوخ دون أن يمد يديه ليقطف ما لذّ وطاب منها، فالمارّ بالقرب من بساتين القرية، بإمكانه أن يتذوق كما يحلو له، دون أن يسائله أحد، وبإمكانه أيضاً أن يشرب ليرتوي، من ينابيعها، التي تستقبل الوافدين إليها.. إذا كنت على سفر، وقبلتك مدينة نابلس أو طولكرم، ففرصتك مثالية بأن تمتع ناظريك بالطبيعة الساحرة والأشجار الوارفة، وعيون الماء النادرة، ما يشعرك بالاستمتاع في رحلتك، أما إن شاء القدر أن تحط رحالك في إجنسنيا، فستواجه بترحاب من رجال القرية، الذين سرعان ما يكشفون عن معدنهم الأصيل، الضارب في المكارم. وكأنهم يريدون أن يثبتوا لك أنك في بلد الأجداد، والأصالة والتاريخ العريق. وإذ قدّر لك أن تتسلق جبالها الراسخة ستتفاجأ حين تبلغ الذروة بمدينة نابلس تطل عليك، كعروس ترتدي فستانها الأبيض، فتشعر حينها بالفعل بأنك في «جنة النساء». 2000 فلسطين بلاد تاريخية طوت على أرضها صفحات من الحضارات والغزاة والأحداث. خارج أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، اكتُشف قرط ذهبي يعتقد أن تاريخه يعود لأكثر من ألفي عام، فيما وصفه أثريون بأنه دليل نادر على التأثير الإغريقي. والقرط المزركش ذو الشكل الدائري والبالغ طوله أربعة سنتيمترات وفي نهايته قطعة على شكل رأس كبش، تم اكتشافه خلال أعمال تنقيب خارج أسوار البلدة القديمة بالقدس. ويجري الحفر على بعد حوالي 200 متر جنوبي الحرم القدس الشريف. وقال أثريون إن طريقة صناعة القطعة المكتشفة تتفق مع مجوهرات أوائل الحقبة الهلنستية في القرن الثالث أو أوائل القرن الثاني قبل الميلاد. وأكدوا أن «هذه أول مرة يعثر فيها أحد على قرط ذهبي من الفترة الهلنستية في القدس».طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :