السلام على الطيبين من أبناء جيل الثمانينيات والتسعينيات

  • 2/23/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تحية محفوفة بالورود والرياحين إليكم يا جيل لن يتكرر مرتين، أكبركم عمرا يترنح بين الأربعين وأصغركم بين الثلاثين. طفولتكم مميزة واستثنائية لم يحظ بمثلها أبناء هذا الجيل في السابق واللاحق، كنتم ومازلتم وستبقون دائما المميزين في هذا العصر لأنكم جمعتم عيشة الماضي والحاضر. أنتم الجيل الذي كان في التعليم، تعلم دينه في المساجد وعند الكتاتيب وعند مطاوعة الفريج من رجال ونساء، وأنتم الجيل الذي لم يحل آباؤهم واجباتهم المدرسية بلا وعود مجزية، والجيل الذي لم ينهر نفسيا من صرخة وعصا المعلمين في المدارس، وأنتم الجيل الذي كان يساعد طلابه بعضهم بعضا لو نقصت الكماليات المدرسية ويتصل الطالب منكم ببيت الآخر لو غاب، ويعطيه ما فاته من دروس وواجبات منزلية. أنتم الجيل الذي كان في الحياة الأسرية والاجتماعية يستمع إلى توجيهات الأب والأم في الخروج من المنزل والرجوع، والجيل الذي يراعي أهله وظروفهم فلا يثقل كاهلهم بالكماليات والترفيه، ولم تتعلق قلوبه بغير آبائه، وأنتم الجيل الذي يحدد موعدًا أسبوعيا لزيارة جدة الأم وجدة الأب ويجتمعون على مائدة واحدة في الغداء والعشاء، وأنتم الجيل الذي كان إذا طبخ أهل البيت تعاهدتم إلى الجيران في الأيام العادية والمواسم الدينية، وأنتم الجيل الذي يتحدث مع بعض لا عن بعض. وأنتم الجيل الذي يأمن الجار جاره ويشاركه في الأحزان والأفراح السارة، وأنتم الجيل الذي تنطفئ مصابيح بيوتهم مبكرا للنوم وتخلو شوارعهم بعد العاشرة من السيارات والمارة. وكانت هواياتكم وألعابكم لها لذة خاصة ومرح لا يعادله مرح الألعاب التكنولوجية؛ فقد كنتم تلعبون الخشيشة والغميضة والسكينة والحبل والصبابه والدوامة والفلاتية والتيلة وشراء الكتاكيت الملونة وعلكة الطباعة والعصائر المثلجة والجلي والبسكويت سامبا وقراءة مجلة ماجد وحل الكلمات المتقاطعة وإكس او والجلوس الجماعي على الأرض لمشاهدة الرسوم المتحركة وغير ذلك من الألعاب والهوايات الجميلة. يا جيل الطيبين أبناء الثمانينيات والتسعينيات ستبقون في الذاكرة راسخين وتظلون المميزين معرفيا وتعليميا وترفيهيا، وتظل طيبتكم وعفويتكم سمة وصفة وعلامة دالة على الفارق بين أبناء جيلكم والجيل الحالي حفظكم الله أينما كنتم.

مشاركة :