عندما تتجول بالقرب من حديقة الخالدية بأبوظبي، تلفت انتباهك حاويات بألوان جاذبة خصصت لجمع النفايات في الأحياء السكنية متيحة للجمهور المشاركة في فصل النفايات القابلة لإعادة التدوير، عبر وضعها في حاويات مخصصة لكل نوع للاستفادة منها، حيث خصص مركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير» أول منجم للمواد القابلة للتدوير في إطار سعيه نحو تشجيع وإشراك أفراد المجتمع بمختلف فئاته بالمساهمة في فصل النفايات من المصدر وإعادة تدويرها. وعي الجمهور عن حصيلة هذا المشروع الرائد الذي تم إطلاقه يوليو الماضي، أكد مبارك سهيل العامري مدير إدارة مشاريع الجمع والنقل بمركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير»، أن المواد التي تم جمعها منذ البدء في تشغيل منجم المواد القابلة للتدوير حتى نهاية شهر أكتوبر في منطقة الخالدية، بلغت نحو 8 أطنان، وتتعلق بالإلكترونيات والبطاريات المستعملة والزجاج والورق والمطاط وعلب الألمنيوم، والأدوية منتهية الصلاحية، والحديد، والخشب والأقمشة والبلاستيك. وعن مدى وعي واستجابة الجمهور والإقبال على فرز النفايات، أشار العامري إلى أن قياس استجابة الجمهور يتم من خلال نسبة الزيادة الشهرية في المواد التي يتم جمعها من الموقع، وحيث إن نسبة المواد القابلة للتدوير في تزايد مستمر مقارنة بما تم جمعه سابقاً، فهو دليل على زيادة إقبال الجمهور وتقبلهم للفكرة ودعمهم لها، وقد بلغت نسبة الزيادة 129% مؤخراً، إضافة إلى ذلك، نلاحظ الزيادة في كمية المواد القابلة للتدوير، مثل الورق والكرتون والبلاستيك شهرياً، لافتاً إلى أن نجاح التجربة سيكون دافعاً لزيادة عدد المناجم في أبوظبي خلال هذا العام، وبالطبع تخطط «تدوير» لإضافة منجمين في مدينة أبوظبي وضواحيها. طرق مبتكرة وأكد العامري، أن المشروع يسهم في تحقيق أهداف الأجندة الوطنية 2021 والتي تتضمن فصل النفايات من المصدر والتخلص منها بطرق مبتكرة، حتي يتم الاستفادة منها في دعم صناعات إعادة التدوير مع تقليل إنتاج الأفراد من النفايات، ويعكس المشروع حرص «تدوير» على توفير منشآت آمنة وصديقة للبيئة قرب المجمعات والأحياء السكنية، لتسهيل عملية جمع وفصل ومعالجة النفايات، الأمر الذي يساهم في تقليل التكلفة المادية لفرزها، ويدعم المحافظة على البيئة وفق أحدث النظم والتقنيات المعمول بها عالمياً. معايير الاستدامة وأوضح العامري، أن محطات فرز المواد القابلة للتدوير تتميز بمواصفات عالية وخصائص متوافقة مع معايير الاستدامة، حيث إنها تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة باستخدام ألواح شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة باستخدام مصابيح كهربائية عالية الأداء، مؤكداً أن الهدف من المشروع يتمثل في تشجيع وإشراك أفراد المجتمع ومؤسساته على المساهمة في فصل النفايات، وفق الخطط الاستراتيجية المتبعة في المشروع لمواكبة خطة أبوظبي 2030 وتحقيق هدف «مدينة مستدامة»، لخلق بيئة صحية ونظيفة، كما نعمل على تقليل التكلفة والفترة الزمنية المطلوبة لعملية إعادة التدوير، لإضافة مظهر جمالي وحضاري للمدينة عن طريق تقليل الرمي العشوائي، وذلك يتحقق بتوفير أماكن قريبة من السكان للتخلص من هذه المواد.
مشاركة :