اتهمت وزارة الخارجية الروسية أمس (الجمعة)، الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي، ببحث تسليح المعارضة في فنزويلا، وزعمت أن واشنطن تنشر قوات خاصة ومعدات بالقرب من البلد الواقع في أميركا الجنوبية. وأشارت موسكو لمعلومات غير محددة لدعم تأكيداتها بشأن خطط تسليح المعارضة لكنها لم تذكر هذه المعلومات أو تقدمها. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إن قافلة المساعدات الإنسانية الأميركية إلى فنزويلا قد تؤدي لاشتباكات وتُوجِد ذريعة للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو حليف موسكو. وفي سياق متصل، قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية أمس (الجمعة) إن الحكومة قد تعلن عقوبات جديدة للضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هذا الأسبوع إذا لم ترفض قواته المسلحة أوامر بمنع قوافل المساعدات الإنسانية المزمعة هذا الأسبوع. وسيلتقي مايك بنس نائب الرئيس الأميركي وزعماء آخرون في بوغوتا يوم الاثنين. وقال المسؤول للصحافيين إن الزعماء قد يعززون بشكل كبير تعهدات المساعدة لهذا البلد أو اتخاذ خطوات جديدة لكبح جماح مادورو اعتمادا على ما سيحدث على حدود فنزويلا في مطلع الأسبوع. وأضاف المسؤول شريطة عدم نشر اسمه لوكالة «رويترز»: «إذا وقع أي نوع من العنف أو أي نوع من رد الفعل السلبي من قيادة القوات المسلحة الفنزويلية فقد يعلن أيضاً نائب الرئيس والدول الأخرى إجراءات فيما يتعلق بإغلاق الدائرة المالية الدولية بشكل أكبر». إلى ذلك، ألغى جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي زيارة كان يعتزم القيام بها لكوريا الجنوبية في مطلع الأسبوع لإجراء محادثات قبل اجتماع القمة الذي يعقد هذا الأسبوع في هانوي بين الرئيس دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، وذلك حسبما قال غاريت ماركيز المتحدث باسم بولتون. وقال ماركيز إن بولتون قرر البقاء في واشنطن للتركيز على الأحداث الحالية في فنزويلا حيث يواجه الجيش قراراً محورياً بشأن ما إذا كان يسمح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية. وقال المسؤول إن بنس سيرأس الوفد الأميركي في اجتماع مجموعة ليما الإقليمية، وأضاف: «لديه جزر ولكنه مستعد أيضاً بالعصا لمن يشجعون أو يقومون بأعمال عنف». وتابع: «هذا لن تعلنه الولايات المتحدة فحسب وإنما بقية دول المنطقة». وجهزت الولايات المتحدة مساعدات على حدود كولومبيا مع فنزويلا بناء على طلب زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي اعترفت به واشنطن وحكومات غربية أخرى رئيساً شرعياً لفنزويلا منذ إجراء مادورو انتخابات العام الماضي وُصِفت بأنها مزورة. وعلى الرغم من نقص المواد الغذائية والأدوية، ينفي مادورو وجود أزمة في بلاده، ويقول إن المساعدات تهدف إلى تقويض حكومته. وأصدر أوامر بإغلاق بعض حدود بلاده لمنع دخول المساعدات. إلى ذلك، انتقد وزير صربي سفير الولايات المتحدة في بلغراد أمس (الجمعة) بعد تصريح الأخير بأن صربيا «تقف في الجانب الخاطئ من التاريخ» لرفضها دعم زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة لبلده. وانتقد السفير الأميركي كايل سكوت في تغريدة موقف صربيا من الوضع في فنزويلا. وكتب في تغريدة أن «صربيا تقف في الجانب الخاطئ من التاريخ». ورد وزير الدفاع الصربي ألكسندر فولين برفض «درس» السفير الأميركي. ونقلت عنه الصحف المحلية قوله إن «صربيا ليست مستعمرة»، مذكراً بعمليات القصف التي شنَّها حلف شمال الأطلسي على صربيا في 1999 لإنهاء النزاع في كوسوفو الذي سقط فيه مئات الضحايا المدنيين. وقال فولين متوجها إلى السفير الأميركي: «بعدما قصفتم صربيا خسرتم كل حق معنوي في التحدث عن الحقوق والعدالة». وتعارض صربيا الاعتراف بإقليمها الجنوبي السابق كوسوفو الذي أعلن استقلاله في 2008. واعترفت نحو مائة دولة بكوسوفو حتى الآن بينها الولايات المتحدة ومعظم البلدان الغربية. لكن موسكو ومدريد وبكين وكذلك فنزويلا لم تعترف بها.
مشاركة :