مجازر دموية وجرائم ضد الإنسانية لمسلمي إفريقيا الوسطى بقلم دكتور/ عبدالله الوزان تتعرض إفريقيا الوسطى لمأساة دموية وتطهير عرقي ليس له مثيل في قارة إفريقيا فالمسلمون يذبحوا على مرأى ومسمع من الجميع ولا أحد يتحرك سواء من المجتمع الدولي أو من القوات الفرنسية المتواجدة فيها بحجة المساعدة أو من الاتحاد الإفريقي الذى يفترض أنه يحل المشاكل العالقة في قارة إفريقيا ، لكن الجميع في ثبات عميق عن قصد ، وذلك لتطهير شأفة المسلمين من إفريقيا الوسطى حتى لا يعودوا لحكم البلاد كما كانت سابقا ، فهذا الأمر يؤرق المجتمع الدولي خاصة فرنسا المسيطرة على الأمور الفعلية في إفريقيا الوسطى ، فهم لا يريدون حاكما مسلما يتولى الحكم في أي بلد إفريقي ، لأن الاسلام عدوهم الأول والحقيقي الذى لو طبق سيخذلهم ويعيدهم إلى بلادهم إلى غير رجعة، ومعلوم سلفا أن إفريقيا الوسطى يتنازعها قطبين رئيسين الأول المسيحيون ويمثلون نحو نصف السكان (ما بين 45 إلى 50%)، وينقسمون بين بروتستانت وكاثوليك أما الثاني فالمسلمين ويمثلون نحو ربع سكان إفريقيا الوسطى البالغ عددهم نحو 4.5 مليون نسمة (ما بين 20 إلى 25% حسب تقديرات محايدة)، ويتمركزون بصفة خاصة في الشمال الشرقي بالقرب من الحدود التشادية والسودانية، ، أما النسبة المتبقية فيدينون بديانات وثنية ومحلية. ويمثل المسيحيون ميليشيات “أنتي بالاكا أما المسلمون فيمثلهم عناصر السيليكا السابقين وبداية الاحداث فقد طرد مقاتلون من السيليكا في شهر آذار عام 2013 الرئيس فرانسوا بوزيزي، الذي وصل إلى السلطة منذ عشر سنوات عبر انقلاب على الرئيس السابق أنجي- فيليكس باتاسيه. وتألّف تحالف سيليكا في نهاية عام 2012 من مجموعات مسلحة في شمال البلاد. إثر الانقلاب أُعلِنَ ميشال دجوتوديا رئيساً انتقالياً، وسرعان ما أعلن الأخير عن نيته عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة عام 2016 ، إثر انقلاب سيليكا غرقت البلاد بحالة من الفوضى حيث ارتكبت مجازر ضد السكان المدنيين على الرغم من وجود قوات أفريقية وفرنسية خاصة في مناطق النزاع، على الحدود مع تشاد وفي العاصمة بانغي، لكن هذه القوات لم تتدخل لوقف الهجوم على العاصمة والنزاع المسلّح داخلها، ولكن اشتداد الهجمات على العاصمة ساهم في زيادة القوات الفرنسية،وقد شنّت ميليشيا مناهضي بالاكا، التي تتألف من مؤيدين للرئيس المخلوع بوزيزي ومن جنود سابقين ومجموعات الحماية الذاتية، هجمات داخل العاصمة بانغي. خلال هذه الهجمات ارتكبت مجازر بحق السكان المسلمين في حي بوي-رابي الذي تسكنه غالبية مسيحية، وسرعان ما انفجر الوضع وارتكبت سيليكا مجازر مماثلة بحق السكان المسيحيين. ولقد مارست وتمارس الآن ميليشيات “أنتي بالاكا المسيحية جرائم إنسانية ومجازر مروعة فى حق المسلمين فيقومون بقتل المواطنين المسلمين بمن فيهم النساء والأطفال، وحرق المساكن بمن فيها وتقطيع الأجساد والتمثيل بها ، وهدم الأحياء التي يسكنها المسلمون، والتهجير القسري للمسلمين إلى كل من تشاد والكاميرون والكونغو ، هذا فضلا عن حرق المصاحف وممارسة التطهير العرقي في إفريقيا الوسطى ، وذلك للقضاء على المسلمين تمهيدا لإخراجهم من المسرح السياسي حتى لا يعودوا للمطالبة بحكم البلاد مرة أخرى، وللأسف الشديد يحدث هذا بتواطؤ من القوات الفرنسة المسيطرة على الوضع هناك ، ولو أن المسلمون هم الأكثرية وهم الذى يمارسون التطهير العرقي لقامت القيامة وتحركت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي و لتحركت القوات الفرنسية لنصرة إخوانهم المسيحيين ونصرة الدم المسيحي المقدس ، أما الدم المسلم فلا قيمة له لأن لا أحد يطالب بحرمته أو يقف لنصرته. وقد أفادت مصادر إعلامية عديدة أن المليشيات المسيحية تحاول تطهير العاصمة بانغى من جميع المسلمين وذلك بممارسة أفعالها الاجرامية من قتل وذبح وسلخ للأجساد المسلمة حتى يتم تطهير المدينة من المسلمين وتصبح العاصمة بانغي مسيحية خالصة ، ومن جراء هذه الإبادة اضطر معظم السكان المسلمون إلى الفرار من بطش هذه الميلشيات ، وقد تم تقديرهم بعشرات الآلاف والذين يفرون إلى دول الجوار خاصة تشاد والسودان والكاميرون والتي بلغ عدد اللاجئين فيها أكثر من 500 ألف شخص بحسب التقديرات الأخيرة ، مما حدا بنور الدين آدم-نائب رئيس ميليشيات السيلكا الإسلامية أن أعلن استقلال الجزء الشمالي من جمهورية أفريقيا الوسطى في أغسطس عام 2014 م ، والتي تبعد 500 كم شمال بانغي العاصمة. حيث أكد آدم أن ذلك جاء ردا على المذابح الوحشية التي ترتكبها ميليشيات مناهضي البلاكا النصرانية ضد المسلمين وممتلكاتهم في البلاد، وقد أعلنت هذه الميليشيات الإسلامية تشكيل حكومة مؤقتة تولاها مايكل ديجتوديا -الرئيس المسلم السابق- نحن أمام مسلسل معروف ومعد سلفا كما في حدث في فلسطين سابقا على أيدى القوات الاسرائيلية فى العديد من المجازر أبرزها مذبحة دير ياسين ، مذبحة صبرا وشاتيلا ، وكذلك ما حدث في كوسوفا من تطهير عرقي للمسلمين بتواطؤ من العالم خاصة أوربا ، وإزاء بعض الصيحات والمطالبة بالتدخل لوقف الابادة الجماعية لمسلمي إفريقيا الوسطى ، صرحت الأمم المتحدة على استحياء أنها سوف تسعى لإرسال ثلاثة آلاف جندي أممي لوقف هذا التطهير العرقي بينما قررت منظمة التعاون الإسلامي إرسال وفد رسمي إلى هذا البلد لبحث سبل وقف إراقة الدماء وقد صرحت وأكدت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان مسؤولية السلطات في إفريقيا الوسطى عن الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبت في البلاد، وحثت على بذل كل جهد ممكن لكسر دائرة العنف والانتقام واستعادة الأمن وسيادة القانون ، وأشارت إلى أن الذين يرتكبون انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بعد تلقي التعليمات والتوجيهات والأوامر قد تقع عليهم أيضا المسؤولية الجنائية الفردية عن أفعالهم المباشرة، مضيفة أن بعض الأفعال قد ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية .
مشاركة :