حين يقول رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ في مصر الحبيبة: «إما أن نتعاون، وإما أن نتصارع، ونحن اخترنا أن نتعاون». هذا الخطاب من رئيس المجلس الأوروبي يظهر أن أوروبا ربما أخذت تدرك الحاجة الماسة والحيوية إلى الشرق الأوسط والدول العربية، فإن لم يوجد استقرار على تخوم أوروبا فإن الفوضى قد تنتقل بشكل أو بآخر إلى الدول الأوروبية. خلال القمة استوقفتني لقطة محبة وتقدير وإجلال جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله لخادم الحرمين الشريفين، كانت لقطة جميلة، وتظهر الحب المكنون لدى حمد بن عيسى وسلمان بن عبدالعزيز لبعضهما. جاء جلالة الملك عانيا السلام على خادم الحرمين الشريفين وتقبيله، وهم خادم الحرمين الشرفين للقيام من كرسيه للسلام على جلالة الملك، لكن قيم وأخلاق ومحبة حمد بن عيسى جعلته يصر على ألا يقوم خادم الحرمين من مكانه. هذه أخلاق وقيم الكبار، وليس غريبا أبدا تواضع ومحبة جلالة الملك لحكام السعودية الغالية، ومحبته للأسرة المالكة في السعودية. حملت كلمة جلالة الملك حفظه الله ورعاه معاني جميلة، واجد أن أهم مرتكزات حملتها كلمة جلالة الملك هي: ضرورة مواجهة الدولة الأولى الراعية للإرهاب بالمنطقة والعالم إيران. ضرورة الاستثمار في الاستقرار، والأمن. تبيان التاريخ الجميل لتجربة التعايش والتسامح والتعددية في البحرين والمنطقة. بلا شك أن الدولة الصفوية هي أكبر مقوض للأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم، وهي التي تصدر الإرهاب والإرهابيين إلى الدول العربية وغيرها من دول العالم، ومن هذا المنطلق ينبغي أن يعرف الجميع أن أدوار إيران ينبغي أن تواجه بإرادة عالمية حتى نحافظ على الاستقرار والأمن العالميين. إن تأكيد جلالة الملك حفظه الله ورعاه موضوع الاستثمار في الأمن والاستقرار، إنما هو أكثر ما يحتاج إليه العالم اليوم، لن يكون هناك استثمار، ولا اقتصاد، ولا تجارة، من دون أمن واستقرار، وهذا ما يؤكده جلالة الملك في أكثر من مناسبة. حاجتنا إلى الاستقرار تتطلب أن يكون هناك أمن أولا، لن يأتي الاستقرار من دون أمن، الأمن هو ركيزة الاستقرار، وركيزة التجارة والاستثمار والاقتصاد، كل ما سلف ينهار إذا أصيب الأمن المجتمعي بالخلل. من هنا، فإننا دائما ما نشدد على أن الأمن أولا، وقبل كل شيء، وبدونه تنهار كل مقومات الحياة. منذ 2011 ماذا حدث في ليبيا مثلا، حتى إن كانت للقذافي أخطاء وسلوك ليس صحيحا، ونحن هنا لا ندافع عنه، ولكن منذ ذلك الوقت وليبيا غير مستقرة، وهي دولة نفطية، وشعبها يستحق العيش بكرامة واستقرار. حين يضيع الأمن، وتنهار الدولة تعم الفوضى ويستباح كل شيء الدماء والأعراض، والحرمات. ونحمد الله أن رب العباد حفظ لنا بلادنا ودول الخليج وبلاد الحرمين من الفتن التي كان يراد لها أن تقع عندنا، وما كان لذلك أن يحدث لولا حكمة جلالة الملك حفظه الله ووقوف سمو رئيس الوزراء الموقر، وسمو ولي العهد الأمين في موقف مشرف وصلب وصامد، لولا ذلك ومن قبل توفيق الله، لما عاد إلينا الاستقرار، والأمن، ولما عادت التنمية، وعادت عجلة الحياة الطبيعية للدوران. كلمة جلالة الملك حول الاستثمار في الاستقرار جدا لافتة ومهمة ولها معانٍ كبيرة جدا، حفظ الله أوطاننا من كل شر، وحفظ حكامنا الكرام وحفظ الله بلاد الحرمين ودول الخليج من كل مكروه، فقد أرادوا أن تعم عندنا الفوضى، لكنهم اندحروا، وجروا أذيال الخيبة.
مشاركة :