في آنٍ واحدٍ، أسعدني ولم يُسعدني، خبرُ صحيفة «سبق» عن احتفاء الطفل عزّام الغامدي بـ ١٠٠ عامل نظافة شوارع في منزله، وإيلامه لهم بـ ٦ ذبائح، وتكريمهم بهدايا مقابل خدماتهم الجليلة!. أسعدني الخبر لأنّ عمل الخير إذا ما تعلّمه الطفل في الصغر لازمه في الكبر، تمامًا مثل النقش في الحجر!. ولم يُسعدني لأنه يؤكد أننا كمواطنين رضينا بطبيعة علاقة، هي خاطئة من وجهة نظري، بيننا وبين هؤلاء العُمّال، ولا يبدو أننا نسعى لإصلاحها!. دعوني أوضّح: إنّ احتفاء عزّام بالعُمّال، وحسب الخبر، قد تمّ بإذن جهة رسمية هي الأمانة وجهات أهلية هي شركات العُمّال، وليت شعري من أوصل العُمّال لدرجة تقبّل صدقات الناس وطلبها في الشوارع سوى هذه الجهات، إذ تعطيهم الشركات راتبًا ضئيلًا هو ٣٠٠ ريال، فضلًا عن تأخيره أحيانًا لبضعة أشهر تحت سمع وبصر الأمانة، وهكذا فعندما تأذن الأمانة وشركاتها بالاحتفاء بالعُمّال ولا تُصلِح شأنهم من جذوره بزيادة راتبهم وصرفه بلا تأخير، بما يُغنيهم عن الحاجة، فهذا احتفاء من الطفل يُشكر عليه، واختفاء من الأمانة والشركات تُلامان عليه!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إننا نريد عُمّالًا لنظافة الشوارع، وحبّذا لو كانوا مواطنين لا وافدين، لهم هيبة ومكانة، بدخل يضاهي دخول المهن الأخرى، كالمهندسين والأطباء، ما المانع؟ فمهنتهم مهمة وليست وضيعة تستوجب العطف، ومن الخطأ إزاحة المسؤولية عن الأمانة وشركاتها، وإلقائها على مواطنينا الخيّرين!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :