اوقفت مصافي التكرير في آسيا والمحيط الهادي شراء النفط الإيراني حتى مع الإعفاءات من العقوبات الامريكية، ولم تستأنف واردات النفط من إيران حتى وقت قريب عندما تلقّت اليابان وكوريا الجنوبية اول شحنات لهما بعد توقف دام عدة شهور حتى من قبل شهر نوفمبر 2018. اليابان وكوريا الجنوبية من بين ثمانية دول سمحت لهم الولايات المتحدة لمدة 180 يوما بإستيراد النفط الإيراني حتى بداية شهر مايو 2019. قبل الإعفاءات الممنوحة لواردات النفط الإيراني، علّقت البنوك اليابانية اي تعاملات لشراء نفطها، لكن الإعفاء من العقوبات الامريكية سمحت لهذه البنوك باستئناف التعاملات مؤقتاً خلال فترة 180 يوماً. – لماذا استأنفت اليابان للتو استيراد النفط الإيراني؟ مع قرب انتهاء فترة الإعفاءات، استأنفت اليابان وكوريا الجنوبية واردات إيران النفطية من اجل سد الفجوة الناجمة عن شح إمدادات الخامات المتوسطة والثقيلة في السوق مؤخراً، وتأخر استئناف الشحنات نظرا للإرتباك الذي لاقاه التأمين على الناقلات التي يتم تحميل النفط الإيراني عليها، ولم تستطيع استئناف الواردات لعدة اشهر بعد ان منحت الولايات المتحدة إعفاءات في بداية نوفمبر 2018، لأنه حتى مع تلك الإعفاءات، لايزال هناك الكثير من العوائق في تأمين الناقلات وهذا مالا تستطيع البنوك ان تتلافاه. منذ الربع الاخير من عام 2018 ، بدأت ناقلات النفط الإيرانية وحتى مع بدء الإعفاءات الامريكية، بإيقاف تشغيل انظمة التتبع عبر الاقمار الصناعية على عدد متزايد من ناقلات النفط الكبيرة جداً (VLCC) لكي لايتم تعقّب الشحنات الغير معفاة من العقوبات، في خطوة تهدف إلى إبقاء العالم الخارجي في الظلام بشأن التأثير الفعلي للعقوبات الامريكية. تبلغ القدرة الإجمالية لتكرير النفط في اليابان حوالي 3 ملايين برميل في اليوم بمتوسط طاقة تكريرية تصل مابين 85 و 95 في المائة، قبل بضع سنوات ، كانت اليابان رابع اكبر مستورد للنفط في العالم بحوالي 3.52 مليون برميل في اليوم، ولكن الطلب المحلي في اليابان في انخفاض هيكلي بسبب شيخوخة السكان وانخفاض معدلات المواليد. خلال الربع الاخير من عام 2018، اغلقت اليابان حوالي خُمس طاقتها التكريرية بسبب الصيانة الموسمية والتي تزامنت مع العقوبات الإيرانية ولم تستطع الاعفاءات الممنوحة ان تُغيّر جدولة الصيانة حتى اكملت تلك المصافي اعمال الصيانة قبل شهر واصبحت في حاجة شديدة للخامات المتوسطة والثقيلة وللإستفادة من الإعفاءات الأمريكية قبل انتهائها. اما باقي الدول الثمان المشمولة في الإعفاءات الامريكية فتأمل في الحصول على جولة ثانية من التنازلات، وهذا مايجب على اسواق النفط التأهب له لكي لايحصل نفس الارتباك في السوق كما حصل فور الإعلان عن الإعفاءات الأمريكية المفاجأة. —————————- -مهندس فيصل مرزا مال
مشاركة :