متى تكون المكملات الغذائية ضارة؟

  • 2/27/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

هذا هو المقال الثاني في سلسلة مقالات المكملات الغذائية (Dietary Supplements)، وسوف نتناول هذا الأسبوع الفيتامينات والمعادن باعتبارها من أهم المكملات الغذائية. ولكن يجب أن نعرف أولا أنه لا يمكن استبدال اتباع نظام غذائي صحي بأخذ الفيتامينات. وأنه على الرغم من أن المكملات الغذائية تباع من دون وصفة طبية، إلا أنه يجب التحقق من مدى ملاءمتها لحالتكم الصحية. هل تناول الفيتامينات والمعادن مفيد أم ضار؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف مدى حاجتنا للمكملات الغذائية، ويتم هذا عن طريق التحاليل المخبرية أو عند ظهور أعراض مرضية معينة، والتي يمكن أن تُظهر النقص في عنصر غذائي معين. في هذه الحالة قد يكون أخذ مكمل غذائي لمحاولة تعويض النقص الحاصل مفيدا جدا. هل يعتبر تناول الفيتامينات والمعادن مفيدا إذا كانت الصحة العامة للشخص جيدة؟ إذا كان الشخص صحيحا ولا يعاني من أي نقص في العناصر الغذائية، فإن تناول الفيتامينات والمعادن في هذه الحالة لن يجعله أكثر صحة. وتشير بعض الأبحاث إلى أن بعض المكملات الغذائية غير مفيدة إذا تم أخذها بدون حاجة أو بكميات تفوق الحد الأعلى للتوصيات اليومية. متى تكون المكملات الغذائية ضارة؟ المعلومات عن أثر نقص الفيتامينات والمعادن على الصحة يروج لها باستمرار من مصادر عدة، كالشركات المصنعة للمكملات الغذائية أو المختصين، ولكن نادرا ما ينتبه المستهلك لمضارها أو أعراضها الجانبية. وعلى الرغم من أن زيادة الجرعة بشكل كبير من هذه المكملات الغذائية غير شائع، إلا أنه يمكن حدوثه. فمثلا، الجرعات الكبيرة من الفلورايد يمكن أن تعمل على ضعف وتصبغ الأسنان، والجرعات الكبيرة من زيت السمك يمكن أن تؤدي إلى انخفاض تخثر الدم. والجرعات الكبيرة من الحديد قد تؤدي إلى اضطراب في الجهاز الهضمي والغثيان وفي بعض الحالات الحادة يمكن أن تؤدي إلى الغيبوبة. وجرعات فيتامين (ج) الكبيرة يمكن أن تسبب الإسهال، في حين أن الجرعات العالية من فيتامين (أ) قد تسبب العيوب الخلقية للأجنة، وتلفا في الكبد، واضطرابات في العظام والجلد. أيهما أفضل المكملات الطبيعية أم المصنعة؟ المكملات الغذائية المصنعة تصنع معمليا ويكون لها تركيب بيوكيميائي شبه مطابق للطبيعية التي تستخرج من الأطعمة الكاملة. وعلى الرغم من أن هناك جدلا علميا كبيرا عن مدى فعالية المصنعة، إلا أن هذا الجدل لم يصل لفروق جوهرية بينهما باستثناء بعض الفيتامينات. فمثلا، تظهر الدراسات أن الجسم يمتص فيتامين (هـ) الطبيعي بكفاءة أكبر من المُصنَّع. منظمة الصحة العالمية (WHO)، وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لا تميزان بين الفيتامينات الطبيعية والمصنعة في الفاعلية والسلامة الغذائية. ولذلك فالسؤال هنا يجب أن يكون: ما مدى موثوقية الشركة المصنعة في استخدام عمليات التصنيع الجيدة الموصى بها من الـ (FDA) التي تختبر السمية والملوثات والفعالية وتكتب المكونات على العبوة بشكل واضح و صحيح؟ في ختام هذا المقال أود أن أنوه إلى أنه إضافة إلى أن بعض المكملات الغذائية قد تتسبب في آثار جانبية، فإنها أيضا قد تتفاعل مع غيرها من الأدوية الموصوفة لحالة مرضية معينة أو تتعارض مع مكملات أخرى. فمن المهم سؤال الطبيب قبل استخدامها، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، أو السكري، ولمن هم على وشك عمل عمليات جراحية، أو السيدات الحوامل والمرضعات والأطفال. دمتم بصحة وعافية.

مشاركة :