اختصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو أمس، زيارته إلى روسيا؛ بسبب اعتزام المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي مندلبليت، إصدار قراره بشأن احتمال توجيه لائحة اتهام بحقه في ملفات فساد. والتقى نتانياهو امس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الاولى بعد تسبّب غارات اسرائيلية على سوريا في إسقاط طائرة روسية، وتركّزت المحادثات على التموضع الإيراني في سوريا. وقال نتانياهو ان اسرائيل ستواصل العمل حتى تخرج الإيرانيين. إلى ذلك، توقّع تقرير صادر عن المجلس الروسي للشؤون الدولية، حدوث 4 سيناريوهات «مخيفة» في سوريا. وأشار المجلس في تقريره إلى أن الحديث عن عودة الاستقرار كسابق عهده في سوريا، بعد 8 سنوات من الصراع، أمر غير ممكن، وعلى الرغم من أن البحث عن حل سياسي لا يزال قائماً. ورأى معدّو التقرير أن هنالك 4 سيناريوهات قد تشهدها سوريا. السيناريو الأول، يتضمن قيام النظام السوري بالهجوم على محافظة إدلب، بمساعدة القوات الروسية والإيرانية بذريعة «عجز تركيا عن تنفيذ اتفاق سوتشي وسيطرة النصرة». وتوقّع التقرير أن يسفر الهجوم عن توقّف التعاون التركي ــــ الروسي، وتدفّق مزيد اللاجئين إلى تركيا وأوروبا. كذلك، لم يستبعد إمكانية استخدام الأسلحة الكيماوية، وما قد ينجم عنها من إجراءات عسكرية غربية ضد النظام.السيناريو الثاني، أن تبدأ تركيا عملية عسكرية ضد قوات وحدات «حماية الشعب» الكردية وفرض منطقة آمنة. وفي هذه الحال سيحاول الأكراد الاتفاق مع دمشق ما قد يؤدي إلى تصادم تركي ــــ سوري، وسيولد أزمة خطيرة بين روسيا وتركيا.السيناريو الثالث، هو حرب ايرانية ـــــ اسرائيلية، حيث إنه لم يعد الاتفاق في الجنوب السوري مجدياً مع اقتراب ميليشيات تدعمها إيران من مرتفعات الجولان المُحتل، ما سيؤدي الى تصاعد الهجمات الإسرائيلية. ولم يستبعد المجلس الروسي أن تدعم الولايات المتحدة الهجمات الإسرائيلية، وحتى القيام بهجوم جوي على إيران.السيناريو الرابع، التنافس غير المعلن بين روسيا وإيران في سوريا بدأ في التأثير في دمشق، وقال التقرير إن ذلك ظهر من خلال الاشتباكات بين الفئات الموالية للبلدين، لا سيما بين «الفرقة الرابعة» التي يقودها ماهر الأسد وتدعمها إيران، وبين «الفيلق الخامس» وقوات «النمر»، التي يقودها العقيد سهيل الحسين وتدعمها روسيا، وذلك بسبب صراع نفوذ بينها على عدد من المناطق في وسط سوريا، كما ان طهران ستشعر بأن روسيا ضحَّت بالمصالح الإيرانية لقاء تنسيقها مع تركيا وإسرائيل.
مشاركة :