صناعة الإرهاب.. المربي والنهج والرقابة | فاطمة البكيلي

  • 2/27/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

الاعتدال في التربية صناعة تحتاج إلى رعاة، يسلكون في نهجهم سياسة النفس الطويل في الاعتدال والتوسط، والمد والجزر، على كل الطرق، حتى يصلوا بالإنسانية إلى بر الأمان العقدي، والفكر السوي.. والرعاة هم أنا وأنتم أفرادًا ومجتمعاتٍ ومؤسساتٍ وجهاتٍ. ما يحدث اليوم على امتداد الساحة العربية من إرهاب يجعلني أتساءل: هل هذا نتاج تربية؟، أم أنها صناعة سلكت سياسة الطبخ على نار هادئة؟ ورعاة أثمرت جهودهم عن قائمة طويلة من الجماعات الإرهابية، بدأت بتنظيم القاعدة، وانتهت اليوم بالإرهاب المُحدَّث تحت مُسمَّى "داعش" ومن معها، ومن حولها؟!. كل ذلك يدفعنا بالدرجة الأولى إلى أن يكون المُربِّي ومنهجه تحت المجهر، وحين أقول المُربِّي والنهج، فأنا أعني المنزل والمسجد، والمدرسة والتعليم ومناهجه. أمام تلك الهوجة الدموية المقيتة من تلك الجماعات التكفيرية، وانجراف البعض من أبنائنا صوب فكرها وتوجهها، وأمام عوالم افتراضية فتحت الأبواب على مصراعيها، واقتحمت بيوتنا قسرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. هل المطلوب منّا ونحن نقف اليوم مكتوفي الأيدي أن نفرض حولهم الرقابة الصارمة حين ذهابهم وإيابهم إلى المدرسة والمسجد، وحين اختلاطهم بأقرانهم؟. عن نفسي.. أقول نعم وألف نعم للرقابة التي تحمي وتُوجِّه وتُربِّي.. طالما أن هذه الرقابة تحمي ديننا من التشويه، وتحمي أبناءنا من التطرّف والغلو فيه، فأنا أقول نعم للرقابة على المدارس.. نعم للرقابة على الخُطَب في المساجد.. نعم للرقابة على حلق تحفيظ القرآن الكريم، وما قد يدور في بعضها!! نعم للرقابة على المؤسسات جميعها. في هذا الوقت العصيب بالذات، والذي اختلط علينا فيه الصالح بالطالح. نعم وألف نعم لفرض الرقابة من قِبَل الجهات المعنية بالدولة كي تحمي وتُؤمِّن، ليتحقَّق الاستقرار والأمان لي ولك ولكم جميعًا. مرصد.. ما دفعني للتأكيد على الرقابة هو خوفي من أن نهج صُنّاع الإرهاب ورعاته في العالم بلغ مسلك الجنوح بالدين الإسلامي وتعاليمه من السماحة والاعتدال إلى فكر معوجّ من الترويع والتفتيت، والنزاعات الطائفية، وحين تنضج الطبخة على نارهم الهادئة، فإن الخوف كل الخوف من أننا وعلى المدى الطويل أو القصير -لا قدر الله- قد نجد أننا أمام جيلين، أحدهما تغذَّى على تربية فكرية مشوّشة تُشكِّك بالدين وتعاليمه، والآخر قد يرمي بنفسه في حضن التهلكة، ليصبح أداة تنفيذ تضر بالوطن باسم الدين. Ksa.watan@yahoo.com

مشاركة :