إنها مواقع التواصل الإجتماعى!! صنعها الغرب ومولها لتكون هى سلاحه الحديث لحرب بلا دماء، وسيطرة بلا جيوش، وعيون بلا جواسيس .. زرع بذورها الغرب فى أنحاء العالم .. فكانت الأراضى العربية أفضلها على الإطلاق خصوبه لنمو بذوره الخبيثة، فنمت وترعرت في أوطاننا لما وجدت فيها من انفصال وجهى العملة!! عملة (الدين - الوطن) العملة التى ما كان لها أن تنفصل أبدا إلا بالزوال؛ مما أدى إلى نشأ وترعرع لفصيلين:أحدهما: يلبس عباءة الدين ولا يعلم حقيقة دينه إلا الله عز وجل، ولا يعترف بالأوطان، كإخوان الشيطان ومدعيى السلفية، ومن على شاكلتهم.والفصيل الآخر: يلبس ثياب الوطنية ليؤدى به دوره المسرحى الهزلى، ولا يعنيه الدين في شيء كأمثال: حركة 6 أبريل، والإنركية، ومن على أذنابهم.أضف إلى ذلك: الجهل المتفشى، وجريان المال مع من لا عقل له، وكفاف لمن سّمي عقله على جسده.مصانع الكذب هى عوالم إفتراضية، يسيطر عليها كيانات سرية وأجهزة مخابراتية، تستغلها لنشر الأفكار الهدامة، ولخمد روح العزيمة فى الأوطان، لا رقيب عليها، ولا مقوم لها، تتلاعب بعقول الشباب فتنشر الفسق والإلحاد والشذوذ، وتصور بالكذب أحوالًا وأوضاعًا ليس لها من الأصل في شيء.سوف أضرب مثالًا حديث العهد بالعقول؛ حادثة الكلبين اللذين اعتديا على طفل القاهرة، حادثة ليست الأولى ولا الأخيرة من نوعها، إلا أنها تصلح لإثارة فتنة في المجتمع المصرى مما تتوق شغفا له جهات بعينها لتقوم بنشرها، وتهويلها، واللعب على مشاعر الشعب لتهيجها.فصاحب الكلبين ذو حصانة؛ الأمر الذى يمكن من خلالة اثارة الحقد والكراهية ضد مؤسسات الدولة في صورة هذا الشخص، فضلا عن اجراءات مختلفة فى اتخاذ المنحى القانونى قد تطول بعض الوقت، فسرعان ما أنتجت مصانع الكذب صورًا غير حقيقية لطفل آخر مشوة الوجه، وتم نشرها بسرعة النار في الهشيم، أضف إلى ذلك الكلمات الجياشة التى تأجج من شعور الشعب، ولولا حكمة أولى الأمر في احتواء أزمة الكلبين في وقتها؛ وخروج صاحب الحق على الفضائيات ليقول للعامة: إن ما على مواقع التواصل الإجتماعى ليس ابنه، وان القضاء أخذ مجراه مثله مثل إنجلترا البلد التى يضرب بها الأمثال في العدالة ؛ لتحولت القضية إلى ما يشبه أزمة ذلك المدعو خالد سعيد.يكفينا هذا المثال لنستشف منه الأتى:- وجود حقيقى لكيانات متربصة بمصر خاصة لا تريد لها الاستقرار، ولا البقاء، تسعى بكل ما اوتيت من قوة ومال إلى تحقيق هدفها عن طريق خونه للاوطان داخلها جلهم من تلكم الفصيلين السابق الإشارة إليهما بعاليه.- ضعف فى القيم الدينية شديد؛ جعل كبيرة من أعظم الكبائر وهى "الكذب" لا تعبأ بها النفوس، وجعل نشر الفتنة وإرجاف الأوطان مجرد "وجهة نظر".- عدم وجود أى سيطرة حقيقية مؤثرة على أى معلومة كاذبة تنشر أو تكتب، حتى وإن نسبت عدوا وبهتانا على لسان قيادات الدولة.- اختفاء تام لدور الأسرة، إن افترضنا أن الأسرة بكاملها لم تكن جزءا لا يتجزء من ذلك الوهم الإفتراضى.وهذه للأسف حقائق لا يختلف عليها اثنين، وحلها حلا جزريا قد يطول كثيرا، ولكن هناك من وجهه نظرى علاجات سريعة يجب أن تسير جنبا الى جنب مع نظيرتها طويلة المدى، أذكر منها:- إن كان ضعف القيم الدينية والذى تأصل له عبر عقود قد أدى إلى زعزعة أو موت الواعز الدينى فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وهنا يكمن دور الأجهزة الرقابية للحيلولة دون ارتفاع أصوات قراع الأوانى المفرغة.- اعادة الرباط المقدس لوجهى العملة المفصلين (الدين -الوطن) ففيهما صلاح الأمر برمتة. وأنا لا أرى ذلك إلا بإعادة صياغة الكتب الدينية بلغة قارئيها لا بلغة كاتبيها.- مخاطبة الشباب بلغتهم، وباسلوبهم وبأشخاص من سنهم، والتخلى عن رابطة العنق فهى لا تصلح إلا فى المناسبات الرسمية فقط، واعطاء راحة لأصحاب الشعر الأبيض فقد كان دورهم المؤثر فى زمن غير هذا الزمن.ما كتبته ما كان إلا وجهة نظر قد تخطىء أو تصيب، فإن أصبت فمن الله عز وجل، وإن جانبنى الصواب فمن نفسى والشيطان، وليس فيها الزام لآحد، وأترك مقالى مفتوحا للتصويب لمن هم أفضل منى خلقا وعلما ودراية .. ولا أملك إلا نفسى والدعاء لى ولبلدى ولوطنى بالخير، والله ولى ذلك والقادر عليه.
مشاركة :