إحباط وغضب لدى أصحاب البيوت المدمرة لتأخر إعادة الإعمار

  • 2/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يسود إحباط وغضب في مراكز الايواء التابعة لـ «وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (اونروا) حيث يقيم نازحون فلسطينيون دمر الجيش الاسرائيلي بيوتهم في الحرب التي انتهت قبل ستة اشهر في قطاع غزة. ويقول سفيان فروانة (35 عاماً): «وصلنا الى اكثر من اليأس، من إحباط الى إحباط، فقدنا الوعي ولا طعم للحياة. هذا الوضع سيؤدي الى انفجار لأن لا أحد من المسؤولين ينظر الينا بعين الرأفة». ويضيف سفيان الذي يقيم مع اسرته المكونة من ستة افراد في مدرسة «بنات الرمال» التابعة لـ «اونروا» غرب غزة، وهو يقف الى جانب زوجته التي كانت تنظف اواني طبخ قديمة في زاوية الصف بعدما تناولوا طعام الافطار: «انا خائف جداً لأنني فقدت الامل بالمستقبل، واذا زاد الوضع قساوة، فهذا ليس في مصلحة أحد». وتقول زوجته سهير شملخ ان الاولوية حالياً بالنسبة اليها هي توفير كلفة عملية جراحية في عين طفلتها رغد ذات الاربعة اعوام والتي اصيبت في الحرب. وبعصبية وغضب تشير المرأة الى فأر كان يأكل بقايا خبز اسفل مقعد دراسي وضعت عليه اكواب زجاجية وحلة طهي صغيرة وعلبة طعام بلاستيكية وتقول: «نعيش مع الفئران، عيشتنا صعبة والاولاد كلما سمعوا صوت مفرقعات يرتعدون خوفاً». الطفل انس بردع (12عاماً) يضطر الى بيع عبوات غذائية معلبة تحصل عائلته المكونة من ثمانية افراد، عليها يومياً من «اونروا»، وذلك من اجل توفير بعض المال لتغطية مصروفه مع اشقائه الاربعة للوصول الى مدرسته في حي التفاح. ويعبّر أنس عن إحساسه بالبرد الشديد لعدم توافر تدفئة في الغرفة، وعن إحباط شديد وهو يمسك بيده اليمنى كتاباً مدرسياً ويحاول تهدئة شقيقه الرضيع جهاد ذي الاربعة اشهر، وهو يجلس على فرشة بالية اسفل سبورة في غرفة الصف. ويقول انه يقرأ في الصباح استعدادا لتقديم امتحان العلوم العامة قبل توجهه الى مدرسته في الفترة المسائية، ويساعد والدته وهي ترتب بعض الاشياء في غرفة الصف التي تعيش فيها العائلة المكونة من ثمانية افراد، وعائلة شقيق زوجها. دُمر منزل بردع في حي الشجاعية شرق غزة في الحرب التي تضررت فيها اكثر من مئة الف منزل كلياً او جزئياً، فيما تبدو عملية الاعمار متعثرة بسبب منع اسرائيل ادخال مواد البناء بكميات كافية، وعدم توافر الاموال اللازمة من المانحين. وتقول نرمين بردع (32 عاماً)، والدة انس: «نحن محبطون... لا يوجد طعام كاف ولا تدفئة. يعطوننا معلبات نضطر الى بيعها لتوفير مواصلات لأولادي للذهاب الى مدارسهم البعيدة. نعيش كالاموات». وبشيء من الخجل، تقول المرأة التي انجبت رضيعها جهاد في هذه المدرسة: «حياتنا الخاصة معدومة وكأننا لسنا بشراً». وتستدرك: «اونروا تقدم لنا حفاضات وحليباً لابني لا تكفي، وزوجي عاطل عن العمل، وليس معنا مال لنشتري شيئا. لا استطيع شراء العاب لاولادي مثل باقي الاطفال، انهم لا ينامون من البرد، ووضعهم النفسي مدمر». وفي غرفة مجاورة، تقيم اسرتان من عائلة فروانة من حي الزيتون شرق مدينة غزة. ويصرخ علي بردع (32 عاماً) وهو عم انس: «اونروا تضيق علينا لنخرج من المدارس، لكن اين سنذهب؟ مهما ضاقت بنا الحياة، لن نغادر هذه المدرسة الا اذا أعادوا بناء بيوتنا التي دمرت في الحرب». ولا يخفي الشاب يأسه من العودة لمنزله قائلاً: «لن يبنوا لنا منازلنا. هم يكذبون علينا. نسمع وعوداً من الامم المتحدة والسلطة (الفلسطينية)، ولا تدخل من العرب والعالم. لم يقم اي مسؤول في الحكومة او الفصائل او العالم بزيارتنا او تقديم مساعدات». ويقاطعه عصمت سعد (39 عاماً): «نحن في مدارس اونروا على هامش التاريخ منذ ستة اشهر، اولادنا يموتون ولا أحد يسأل». ويقيم في هذه المدرسة نحو 90 أسرة تضم 543 شخصاً، غالبيتهم من الشجاعية والزيتون حيث توفر لهم «اونروا» الفراش والاغطية وتقدم لهم ثلاث وجبات طعام وماء صالح للشرب يوميا. لكن مراكز الايواء تفتقر الى مستلزمات ضرورية، مثل التدفئة، كما يقول عدد من النازحين. وفي مدرسة البحرين في منطقة تل الهوى جنوب غرب غزة حيث يقيم نحو الف شخص، تقول دنيا جندية (19 عاماً): «لا أمل بالاعمار، والانفجار قادم». وتوفي الاسبوع الماضي الطفل عزالدين الكفارنة إثر حريق في مدرسة «بيت حانون» للايواء شمال قطاع غزة سببه تماس كهربائي في الصف. ويقول سعد: «لا يوجد طعام كاف ولا تدفئة ولا غاز للطهي ولا أواني طهي ولا مواد تنظيف. طالبنا أونروا بتوفير حافلات او بدل مواصلات لنقل اولادنا للمدارس الحكومية البعيدة من دون اي استجابة».

مشاركة :