غزة 25 يوليو 2021 (شينخوا) ينتاب الشاب الفلسطيني إبراهيم سكيك، حالة من الخوف والقلق الشديد جراء إطالة أمد إعادة إعمار منزله في مدينة غزة، الذي دمر جراء موجة التوتر الأخيرة مع إسرائيل. وشنت إسرائيل في الفترة من 10 إلى 21 مايو الماضي حملة عسكرية على قطاع غزة إثر توتر في شرق القدس ومواجهات مع الفلسطينيين في المسجد الأقصى. وعلى مدار 11 يوما من القتال العنيف نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية مئات الغارات الجوية العنيفة على القطاع، الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، في المقابل أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة آلاف الصواريخ على إسرائيل. وخلفت الهجمات المتبادلة بين الجانبين أكثر من 250 فلسطينيا و13 شخصا في إسرائيل، فضلا عن تدمير واسع في المنازل والبني التحتية في القطاع، ما زال أصحابها يعانون من المأوى. ويحلم سكيك البالغ من العمر (35 عاما) بإعادة بناء البناية واستعادة شقته فيها. ويقول سكيك، وهو يقف على أنقاض البناية السكنية التي كانت تضم شقته، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن موجة التوتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل انتهت منذ أكثر من شهرين "لكننا لازلنا بين الركام ومشردين ما بين الشقق المستأجرة". ويضيف بنبرات من الأسى والحزن في ظل الغموض الذي يكتنف عملية إعادة الإعمار في غزة، أن "أصحاب البيوت المدمرة متخوفون لعدم وجود رؤية واضحة من أي جهة حكومية أو دولية لطمأنتنا بإعادة الإعمار". ويشكو سكيك من صعوبة الوضع الاقتصادي الذي يعيشه برفقة عائلته المكونة من سبعة أفراد بسبب فقدان كل حاجياتهم وأثاثهم داخل الشقة المدمرة، معربا عن أمله أن يتمكن في الحصول على معلومة بشأن قرب إعادة الإعمار. ويبدي الشاب الثلاثيني تخوفه من "بقاء الحال على ما هو عدة أعوام والتنقل بين الشقق المستأجرة كما حدث مع أصحاب بيوت مدمرة في حروب سابقة مع إسرائيل". وبحسب إحصائيات رسمية اسرائيلية، فإن إسرائيل شنت خلال موجة التوتر أكثر من 1800 هجوم على القطاع جوا وبحرا وبرا طالت مختلف المناطق وتركزت على البيوت والمباني السكنية والمقار الحكومية والبنية التحتية. وأدت الهجمات الإسرائيلية إلى واقع إنساني صعب لاسيما مع نزوح أكثر من 107 آلاف مواطن من منازلهم، منهم 44 ألفا في مراكز الإيواء وأكثر من 63 ألفا خارج المراكز لدى الأقارب. ولم يكن الحال مختلفا مع الفلسطينية ام محمد، من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة، التي لم تستطع استقبال أفراد عائلتها في أول أيام عيد الأضحى بسبب فقدان جزء كبير من منزلها. وتقول ام محمد، التي ما زالت تعيش في الجزء المتبقي الصغير من المنزل برفقة زوجها المريض وأربعة أطفال ل(شينخوا) إن بيتها المسقوف من الصفيح أصبح غير صالح للسكن بفعل الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المنطقة وأتت على جزء كبير من منزلها. وتضيف السيدة بينما تناثرت أكوام الحجارة في جوانب المنزل، "نحن نعيش في حالة نفسية صعبة، الأيام تمر ولا يبدو هناك أمل قريب في إعادة بناء المنزل من جديد". وتتابع ام محمد، أن سكان غزة عادة ما يتحضرون كل عام لاستقبال العيد قبل موعده، لكن هذا العام كان مغايرا لأن البيت غير عامر والأسرة شبه مشردة. وبحسب وزارة الأشغال العامة والإسكان التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، فإن عملية إزالة الركام من القطاع جراء موجة التوتر الأخيرة مقرر أن تنتهي بداية أغسطس القادم. وقال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني ناجي سرحان، للصحفيين في غزة، إن طواقم الوزارة أزالت 80 في المائة من ركام المنازل التي تم تدميرها في مايو الماضي. وذكر سرحان أن الوزارة بمساعدة طواقم فنية وهندسية مصرية ما زالت تعمل في القطاع منذ عدة أسابيع "ستنتهي من عملية إزالة الركام من القطاع مع بداية الشهر القادم". وأشار إلى أن عدد المنازل التي دمرت بشكل كامل بلغت 1400 منزل، فيما بلغ عدد المنازل التي دمرت بشكل جزئي وغير صالحة للسكن 1500، لافتا إلى أن المنازل التي تعرضت لأضرار متوسطة بلغ عددها 1550. وأكد سرحان استعداد وزارته للتعاون مع كافة الأطراف لتسهيل عملية إعادة الإعمار، مشيرا إلى وجود "شركاء من مؤسسات الأمم المتحدة العاملة بغزة، ونعمل معها بكل شفافية بشأن ملف إعادة إعمار غزة". وسبق أن قدر البنك الدولي في تقرير نشر في السادس من الشهر الجاري تلقت (شينخوا) نسخة منه، خسائر قطاع غزة جراء موجة التوتر مع إسرائيل بقيمة 570 مليون دولار. وقال التقرير، الذي أعد بالشراكة مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبتعاون وثيق مع السلطة الفلسطينية والمجتمع المدني والقطاع الخاص في غزة، إن التقييم للأضرار والاحتياجات يكشف عن وقوع أضرار مادية تصل قيمتها إلى 380 مليون دولار وخسائر إقتصادية بقيمة 190 مليون دولار. ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل شددت من حصارها على غزة رغم إعلان وقف إطلاق النار في 21 مايو الماضي لإنهاء جولة التصعيد، في وقت حذرت الفصائل من عودة المواجهة في حال فشلت جهود إنهاء الحصار المفروض على القطاع وعملية إعادة إعماره. في المقابل دعا مسؤولون دوليون وهيئات ومؤسسات فلسطينية إسرائيل إلى فتح جميع المعابر ورفع القيود على حركة البضائع والأفراد وإنهاء الحصار للمساعدة في عملية إعادة إعمار القطاع.
مشاركة :