دموع وقبلة وطابع شفاه.. الإنبوكس أهدر جوابات الزمن الجميل.. نوستالجيا

  • 3/5/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

"عزيزي.. اشتقت كثيرًا لمحادثاتنا عن الفن والجمال.. أدرك مدى انشغالك في هذه الفترة.. ذهبت في نزهة بالترام وحدي اليوم وافتقدتك كثيرًا.." كلمات بسيطة على ورقة بيضاء كتبت بمشاعر ودموع غالية في زمن لم يعرف سوى تفريغ المشاعر على الورق، مرفقة بقبلة مطبوعة في نهاية الجواب موقعة بشفتي فتاة في انتظار حبيبها.لم تكن مجرد رسالة مكتوبة تبعث للطرف الآخر، بكل كانت تعبر عن حالة ومشاعر حقيقية، مع بعض الإضافات المميزة التي تزيد من جمالها وترغمك على الاحتفاظ بها، فبعد كتابة كل ما في القلب، كانت الفتيات يطبعن قبلة بشفاهن بأحمر الشفاه في خلفية الجواب، مع رشة عطر بسيطة تمنحه رائحة مختلفة ليظل يقرأه عدة مرات.في صندوق خشبي أنيق بالخزانة كان يتم الاحتفاظ بتلك الجوابات الغالية، والتي شاهدناها في أفلام الزمن الجميل قبل ظهور عالم الإنترنت وثورة التكنولوجيا، فشاهدنا فاتن حمامة في فيلم "الباب المفتوح" وهي تكتب رسائلها إلى حبيبها، كذلك السندريلا سعد حسني، وشادية، وناية لطفي، كلهن لهن مشاهد محفورة في ذاكرتنا خاصة بكتابة الجوابات الغرامية التي مازالت تحتفظ برونقها ويفضلها الكثير عن عالم الإنترنت والرسائل الإلكترونية.الطفرة التكنولوجية وثورة الإنترنت التي حدثت في نهاية التسعينيات كانت قادرة على إنهاء تلك الحقبة الزمنية المليئة بجوابات الغرام، ليحل محلها الرسائل الإلكترونية التي يمكنك إرسالها في ثوان معدودة بمجرد الضغط على الحروف بهاتفك المحمول، لتصل أينما تريد حول العام.رغم أنها أسرع في الوصول إلا أنها تفتقد المشاعر وطريقة التعبير والهدف المقصود منها، فبين منطوق لم يقصد ومقصود لم ينطق تضيع الكثير من المحبة كما قال جبران خليل جبران، فلا تستطيع رسالتك عبر الواتساب والفيسبوك والايميل أن تعبر عن مشاعرك الحقيقة ودواخلك أثناء كتابتها، لتظل الرسائل المكتوبة وجوابات الزمن القديم هي الأقرب للقلب والذكرى الخالدة في صندوق أسرارنا.

مشاركة :