المكتبة هي المكان الذي يتأهل فيه الأديب ويبني نفسه فيها لبنة لبنة كما يبني مكتبته، في هذه الزاوية يتحدث الأدباء عن مكتباتهم وكيف نشأت وتكونت، ويستعيدون ذكرياتهم فيها ومعها.. الأستاذ عبدالله علي الفيفي المرافق البار لوالده الشيخ علي بن قاسم الفيفي العاشق لمكتبته حد الانغماس تحدث عن مكتبة والده قائلاً: كان الوالد شديد الحب والتعلق بالكتب طيلة مراحل حياته وما أن استقر عمله قاضياً في فيفاء عام 1373هـ إلا وبادر بتأسيس مكتبة خاصة في بيته، كانت بداية الأمر عبارة عن دولاب من الخشب وبسرعه نمت وتعددت كتبها حتى لم يعد يستوعبها دولاب واحد، ولما بنى بيته الجديد في حي النفيعة بفيفاء جعل لمكتبته غرفة خاصة. ويكمل: هو قارئ لا يشبع ولا يمل ومن النادر أن يفارق الكتاب يده. بالإضافة إلى حاجته للمراجع وأمهات الكتب في عمله الوظيفي كقاضٍ، وإمام لجامع النفيعة، وفي بحوثه المتعددة، ويستطرد: كان يخصص في أسفاره جزء كبير من وقته لزيارة المكتبات العامة وامتلاك ما ينقص مكتبته منها ويقوم بمراسلة دور النشر والجامعات ودور البحوث العلمية والافتاء والأندية الأدبية ومظان توزيع أمهات الكتب وكان يوصي عند سفرنا بالبحث له عن كل جديد. وكم يَسعد إذا أحضرنا له شيئاً من ذلك معنا لا سيما وفيفاء في تلك الفترة تعيش عزلة لطبيعة تضاريسها الجبلية الوعرة. ويصف عبدالله مكتبة والده فيقول: تضم الآلاف من أمهات الكتب والمجلدات في الفقه والتفسير والحديث والعقيدة واللغة العربية والأدب والنقد والتاريخ والاجتماع والمذكرات والرحلات ودواوين الشعر، وتحوي عدداً من المخطوطات الثمينة النادرة. وزاد متحدثاً عن والده: له اشتراكات في كثير من الصحف اليومية والمجلات الدورية كالمنهل واليمامة واقرأ والمجتمع والعربي. وزاد: كانت متاحة لكل من يرغب الاطلاع بل كان للوالد طلبة علم يحضرون لمكتبته يتلقون الدروس على يديه ولا يبخل عليهم بالكتب كهدايا أو إعارة، أما نحن أبناؤه وبناته فقد نشأنا بين هذه الكتب وكان يشجعنا على القراءة وكم كان يسعده عندما يرى أحدنا ممسكاً بكتابِ. ويختم حديثه بقوله: بعد انتقال عمل الوالد إلى مكة المكرمة قبل أكثر من ثلاثين سنة تفضل علي بنقل مكتبته إلى بيتي في فيفاء وبسبب سفري واستقراري في الرياض هُجرت المكتبة وللحفاظ عليها تم نقلها لمركز والدي الشيخ علي بن قاسم الفيفي للتدريب بمكتب تعليم محافظة فيفاء لتتحقق بذلك أمنيته بتخصيص مكان عام في فيفاء للمكتبة يتيح للجميع الاستفادة من محتواها النفيس.
مشاركة :