لن أنسى الماضي لأجل المستقبل - عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع

  • 3/1/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

مسيرتنا في الحياة قد تطول وقد تقصر، كل ذلك بأمر الله ومشيئته. نقف اليوم في نقطة والتيار يجري، وهناك تغيير في كل الأوقات ولا نملك أي قدرة على إيقاف هذه المسيرة. كل لحظة نعيشها الآن ستبقى بعد لحظات تاريخاً لا يمكن لنا مسحه من سجل حياتنا. والسؤال: هل نقف في مكاننا أملاً في أن يتوقف كل شيء حوالينا وأمامنا كي نختار ما نشاء، وإن خالف رغبات المحيطين بنا، أم نهيم على وجوهنا في عالم لا حدود له ومستقبل لا نعلم ما سيكون عليه؟ كل ما ذُكر هو نتاج لحظات نتأملها في داخلنا ونحن نستشرف مستقبلنا الذي لا يمكن أن نحدده ولا نتكهن بما سيكون عليه. كل ما نعرفه ونريده هو أن هناك رغبة من كل أحد فينا أن يكون الغد أفضل حالاً من اليوم والأمس. ولكن هناك من يطالب بأن لا ننظر إلى الوراء، ولا نسترجع ونستذكر الماضي، وأن تكون أعيننا مفتوحة للأمام، وأن لا نفكر إلا في كيف يمكن لهذا الأمام أن يكون مشرقاً ومحققاً للآمال والتطلعات. لا يمكن لنا أن ننظر إلى الأمام فقط، ولا يمكن لنا أن نقول للماضي لقد نسيناك فاذهب بعيداً بخيرك وشرك ودعنا نعيش اليوم ونحلم بالغد، وليحكم علينا الآخرون بذلك. كيف أنسى الماضي وهو جزء مني؟. كيف أنساه وهو من رسمت خلاله طريقي لليوم وللغد؟. لا يمكن لنا أن ننسى الماضي ونسدل الستار عليه وهو مليء بكمٍ هائلٍ من التجارب والخبرات. صحيح أن بعضها حلو والآخر مُر، وصحيح أن بعضها تمنينا ألا يقع، ولكن في النهاية حدث ما حدث وبقيت العبرة والاعتزاز بكل جميل وناجح مما تحقق. لا يمكن لأي منا أن ينظر إليك بصفتك (اليوم أو غداً). ففي سجل كل منا صفحات من نور، وإن قلّت، تظل مشرقة ومنيرة الطريق للكثيرين ممن جعلت دروبهم سهلة ميسرة لمستقبل أفضل. هناك أخطاء وقعت بدون شك، وهذه سنة الحياة، والإيجابي هنا أن هذه الأخطاء تتحول لاحقاً إلى لبنات بناء بما احتوته من دروس وعبر وبيان للمسار الصحيح. دعونا ننظر إلى المستقبل بتفاؤل، ودعونا في الوقت نفسه نكف عن المطالبة بعدم النظر إلى الماضي. ماضي كل أمة وكل فرد هو سجلٌ واستشرافٌ لما قُدم وحُقق من إنجازات. كيف يمكن لي أن أقود مركبة وعيني فقط على الطريق أمامي دون الاستعانة بالمرايا التي أرى من خلالها ما ورائي وما بجانبي كي يستقيم طريقي وأكون في مأمن من أي خطر قد يهددني. في النهاية سيبقى المطلب هو التفاؤل والأمل بمستقبل مشرق والعمل على تحقيق الأهداف والمطالب. من غير الإنصاف أن ينظر أحدٌ لآخر ويصدر عليه حكمه دون أن يقلّب صفحات ماضيه وما قدمه من إنجازات شكّلت صفحاتها سيرة مكافحٍ ناجحٍ تجاوز كل الظروف والعقبات والتي ربما عجز ويعجز الآخرون عن تجاوزها.

مشاركة :