هل الزواج نهاية الحب؟

  • 3/7/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كثير من قصص الأطفال تنتهي بزواج البطل من البطلة، مع ذكر العبارة الشهيرة: «وعاشوا في سعادة وهناء!» فهل الزواج ممن تحب، يضمن تحقيق سعادة غير مشروطة حقاً؟ دعنا ننظر لأرض الواقع بعيداً عن الشعارات الرومانسية.. في بعض بلدان الوطن العربي، واحدة من كل أربع زيجات تنتهي بالطلاق في العام الأول.. وأكثر من نصف الزيجات تنتهي بالطلاق خلال ثلاثة أعوام فقط «حسب الأرقام الرسمية لإحصاءات الزواج والطلاق 2018»، أي أن «السعادة الزوجية» ليست شيئاً مضمون الحدوث لما تبقى من العمر.. في دراسة ألمانية شهيرة، وجدوا أن مستوى السعادة يرتفع بالفعل بعد الزواج بشكل ملحوظ، لكن المرء لا يلبث أن يعود لمستوى سعادته الطبيعي بعد فترة متوسطها أعوام عدة.. فهل يعطينا الزواج سعادة مؤقتة ينتهي رصيدها مع الزمن؟ بالطبع لا.. السعادة الزوجية ممكنة، لكنها ليست تلقائية تحدث دون تدخل منا.. بل إنها تتطلب مهارات سلوكية يتعلمها الإنسان ويمارسها لتجديد هذه السعادة والحفاظ عليها. ومن هذه المهارات، تعلم كيفية إدارة الخلاف الزوجي حين يحدث. حدوث الخلافات أمر طبيعي في الزواج، ولا ينبغي أن يقبل المرء على الزواج راسماً في ذهنه صورة خيالية مبعثها الحكايات الرومانسية ومشاعر فترة الخطبة.. الخلافات تحدث حتى في الزيجات السعيدة، كما تبين أبحاث جون جوتمان الباحث الكبير في جامعة واشنطن.. الخلافات في حد ذاتها أمر طبيعي لاختلاف الزوج والزوجة في طبيعتهم النفسية وخلفياتهم المعرفية وتوقعاتهم من العلاقة.. إلا أن مقياس استمرار العلاقة من عدمه، هو كيفية إدارة هذا الخلاف حين يحدث. مقدار ضبط النفس والرغبة في إنهاء الخلاف وتقبل الحلول الوسط أو حتى التنازل المتبادل أحياناً في سبيل استمرار العلاقة. والحفاظ على الإيجابيات الموجودة بالتجديد والتغيير، والحرص على تخصيص وقت للزوجين بعيداً عن مشاغل الحياة، والعادات اليومية الصغيرة «كالكلمات الحلوة أو التصرفات اللطيفة» كلها تحافظ على جذوة العلاقة من رياح وأعاصير الزمن. السعادة الزوجية ممكنة، والحب بعد الزواج ينضج ويتخذ أبعاداً أكثر عمقاً وحميمية. لكن كل هذا يحتاج رعاية مستمرة للعلاقة.. فالوردة التي لا نرعاها ونسقيها كل يوم، ستذبل.

مشاركة :