مصدر الصورةEPA ناقشت صحف عربية المشهد في الجزائر عقب تصريح رئيس الأركان بأن الجيش سيعمل على ضمان أمن البلاد ولن يسمح بالعودة إلى عصر إراقة الدماء. وسعى عدد من الكتاب إلى تأويل هذه التصريحات. وفي "رأي اليوم" اللندنية، يصف عبد الباري عطوان تصريحات صالح بأنها "التطور الأبرز في المشهد الجزائري الذي يؤشر وبشكل دقيق إلى مستقبل البلاد"، مضيفاً أنها تعني "أن الجيش يجب أن يكون إلى جانب الشّعب ومطالبه، وهذه التّصريحات قد تعكِس نيّة المؤسّسة العسكريّة للتدخّل ضِد النّخبة الحاكمة من وراء سِتار، وتحسم الأمر لصالح فترة انتقاليّة تشهد انتخابات رئاسيّة وبرلمانيّة نزيهة وشفّافة". ويتساءل عطوان "هل تصريحات الفريق أحمد قايد صالح المذكورة آنفًا تُوحي بأنّ الخِيار الثالث قد اقترب، أيّ استيلاء المؤسسة العسكريّة، الحاكم الفِعلي للبلاد، على السلطة، وإنهاء الحُكم المدني وبعض جوانبه الديمقراطيّة حتى لو كانت في حُدودها الدنيا؟". كما رأت جريدة "الخبر" الجزائرية أن تصريحات صالح كانت ضد العهدة الرئاسية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث قالت في عنوانها الرئيسي: "الخناق يضيق على أنصار الخامسة"، مضيفة في عنوان آخر: "هل تخلى قايد صالح عن بوتفليقة؟". وتحت عنوان "الجزائر: الجيش يمهد لتصدّر المشهد"، يقول عثمان لحياني في "العربي" اللندنية إن "كلام المسؤول العسكري، الذي يبدو كتمهيد من الجيش لتصدّر المشهد في البلاد، يخالف التطورات مع تخلي أطراف فاعلة عن بوتفليقة، آخرها كان المنظمة الوطنية للمجاهدين". وتعليقاً على تصريحات صالح، تقول "الأخبار" اللبنانية "على رغم كون كلامه عن تلك الحقبة مألوفاً، وقد دأب على توجيهه في كل خطاباته، لكنه حمل في هذه المرة رسالتين: الأولى إلى الأحزاب والشخصيات المعارضة التي طالبته بحماية المواطنين والدفاع عن حقوقهم الأصيلة والاستجابة لمطالب الشعب... والثانية رأى مراقبون أنها موجهة إلى جهة داخل السلطة تدفع إلى تأجيج الأوضاع، في ظلّ خلافات وصراعات داخلية تتنامى بين أقطاب النظام، لتحديد مرشح خليفة لرئيس البلاد". "الجنرالات يمهدون لطبخة أخرى" وفي مقالٍ بعنوان "الجزائر إلى أين"، يؤكد محمد كعوش في "الرأي" الأردنية أن "الجنرالات يمهدون لطبخة أخرى، حيث بدأ دورهم بظهور الجنرال أحمد قايد صالح إلى العلن وتلويحه بتدخل الجيش كي لا تعود الجزائر إلى مرحلة الجمر والدم، وهي رسالة فهمها الجزائريون أكثر من غيرهم". ويضيف كعوش "ما تخشاه القيادة العسكرية الجزائرية وجبهة التحرير، أن ينتهي التنسيق شهر العسل بين السلطة وبين هذه الأحزاب السياسية الدينية التي تشكل أذرع الإخوان. هذه الأحزاب بدأت توحد جهودها لخوض معركة الانتخابات باسم حركة المجتمع والسلم - حمس التي رشحت عبدالرزاق مقري المتفائل بالفوز، وبالتالي عودة الإخوان إلى المشهد السياسي تحت عناوين اخرى". وتحت عنوان "هل قرر الجيش الجزائري قمع الاحتجاجات السلمية؟"، يقول خالد أوباعمر إن تصريحات رئيس الأركان الجزائري "تمثل إرهاب دولة بكل ما للكلمة من معنى". ويضيف أوباعمر أن "التلويح باستعمال القوة، والتذكير بعشرية الدم السوداء، وتوظيف الورقة السورية للإيحاء بأن هناك مؤامرة ضد الجزائر هي أساليب تقطع الشك باليقين، على أن الشعب الجزائري، محكوم من طرف نظام قمعي استبدادي مستعد لفعل أي شيء مقابل استمراره في الحكم، مع كل ما يترتب عن ذلك، من اغتصاب لحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره السياسي". ويرى الكاتب أنه "أصبح في شبه المؤكد، من خلال تصريحات رئيس الأركان الجزائري، أن هناك ترتيبات أمنية وعسكرية جارية بخطى متسارعة، لقمع الاحتجاجات السلمية، وتبعا لذلك، على الجزائريين أن ينتبهوا لتحركات الأخطبوط الحاكم في البلد".
مشاركة :