معلقون في صحف عربية دور الجيش في الوضع السياسي في الجزائر بعد دعوة تطبيق المادة 102 التي أطلقها الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش. حذر بعض الكتاب في أعقاب مظاهرات حاشدة يوم الجمعة 29 مارس/ آذار من تدخل الجيش في العملية السياسية، بينما رأى فيه آخرون ضمانا لعملية انتقال السلطة. وطالب صالح بتفعيل المادة 102 من الدستور الجزائري التي تنص على إعلان شغور منصب رئيس الجمهورية في حال عجزه عن ممارسة مهام منصبه، غير أن أحزاب المعارضة سارعت برفض الاقتراح.الجزائر: قائد الجيش أحمد قايد صالح، يدعو لعزل بوتفليقة من منصبهمظاهرات الجزائر: كيف أصبح سجق "الكاشير " رمزا سياسيا؟ "إقحام الجيش" قالت صحيفة "الخبر" الجزائرية "عرف يوم أمس رداً قوياً على دعوة تطبيق المادة 102 التي أطلقها الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش. وقد عبر أغلب الجزائريين عن رفضهم لأنصاف الحلول والعمل على تجديد النظام لنفسه عبر هذه المادة. وذهب البعض إلى حد المطالبة برحيل قايد صالح باعتباره من رموز العهد البوتفليقي. إلا أن ثمة أصواتا كذلك رأت في ما طرحه قايد صالح مخرجا من الأزمة. وعموماً، أظهرت مسيرات أمس أن الجزائريين مصممون أكثر من أي وقت على تحقيق مطالبهم". وكتب أحمد حسن الشرقاوي في صحيفة "العرب" القطرية "تثير تلك الدعوة من جانب الجيش العديد من التساؤلات... أولاً: من الذي كلّف رئيس أركان الجيش بالتدخل بهذا الشكل؟ وهل هو منتخب من الشعب الجزائري حتى يتحدث باسمه بهذا الشكل؟ ويفرض فرضاً قسرياً تدخل قوات الشعب المسلحة ضمن العملية السياسية السلمية في البلاد بالصورة التي تحدث عنها؟". وبالمثل، تحدث مروان عبد الرازق في صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن أن "المعارضة السياسية بكافة تنوعاتها المختلفة مع التظاهرات وحقها بالتغيير الشامل للنظام، وأن النظام غير قادر على قيادة المرحلة الانتقالية، وترفض إقحام الجيش في الحياة السياسية". ورأى صابر بليدي في صحيفة "العرب" اللندنية أن المليونية في الجزائر "تعكس رفضا شعبياً واسعاً لمقترح الجيش لحل الأزمة بتفعيل المادة 102 من الدستور". الجيش "صوت العقل" وفي موقع "كل شيء عن الجزائر"، دعا عدي الهواري "القيادة العسكرية، التي تتكون من ضباط شباب ولدوا في الخمسينات والستينات" إلى أن "يستجيبوا إلى مطالب تغيير النظام التي عبر عنها ملايين الجزائريين". واستطرد قائلا "يجب عليها أن لا تكرر نفس الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها القيادة السابقة التي قامت بأربع انقلابات عسكرية... وقتلت رئيساً، ودفعت اثنان إلى الاستقالة". وتحت عنوان "قائد الجيش الجزائري في جبهة السياسة"، كتب عبد الرحمن شلقم في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية "الحراك السلمي في الجزائر يمكن أن يحقق نتائجه التي تَحرك الشارع من أجلها بتنازلات متبادلة من كل الأطراف، وهي الشارع والسلطة والمعارضة. الجيش يمكن أن يكون صوت العقل القوي الذي يقوم بدور المترجم بين كل الأطراف، وأن يكون الضامن لمسار آمن لعملية الانتقال السلمي، من الجمهورية الأولى إلى الثانية، فهو يحظى باحترام كل الأطراف وثقتها". وأضاف الكاتب "دخول الفريق أحمد قايد صالح بما له من تاريخ في حرب التحرير ودور في استقرار البلاد طيلة العقدين الماضيين قادر أن يكون الصوت المثلث الذي يجمع كل الأطراف في جبهة العمليات السياسية، فالخيارات لعبور البرزخ أصبحت تضيق، ومبادرته فتحت باباً يمكن أن يتسع للجميع لتعبر منه نحو أفق جزائري جديد".
مشاركة :