حذر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمس الخميس المتظاهرين ضد ترشحه لولاية خامسة من «الفتنة» و«الفوضى»، ومن اختراق مسيراتهم من جهات داخلية أو أجنبية، فيما تظاهر محامون وصحفيون في العاصمة ضد «العهدة الرئاسية الخامسة»، وسط أنباء متضاربة بشأن الوضع الصحي للرئيس الجزائري الذي يستشفي في سويسرا.وفي رسالة نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قال بوتفليقة: «شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية»، مضيفا في الرسالة التي قرأتها نيابة عنه وزيرة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والرقمنة هدى إيمان فرعون، «لكن هذا لا يعفينا من الدعوة إلى الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية (...) قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات».وقال بوتفليقة «دفعت بلادنا ثمنا باهظا وبذلت جهدا جهيدا لاسترجاع استقلالها وحريتها، كما دفع شعبنا كلفة غالية وأليمة للحفاظ على وحدتها واستعادة سلمها واستقرارها بعد مأساة وطنية دامية»، داعيا الأمهات في بلاده، «إلى الحرص على صون الوطن عامة وأبنائه بالدرجة الأولى». وأكد على ضرورة «الحفاظ على الاستقرار للاستمرار في معركة البناء والتشييد ولتسجيل المزيد من الانتصارات والتقدم فالجزائر أمامها العديد من التحديات، اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية، لكي تصل إلى مستواها من الرفاهية لشعبها ومن حضورها الاقتصادي في الأسواق العالمية». وقال: «تحسر الكثير من الحاقدين من خارج البلاد على مرور الجزائر بسلام وأمان بفضلكم أنتم الجزائريين والجزائريات، عبر أمواج ما يسمى الربيع العربي وظلت هذه الأوساط، التي تبغضنا على حريتنا واستقلال قرارنا ومواقفنا العادلة، تعمل على تدبير المكائد ضد بلادنا». وأكد أن «قولي هذا ليس من منطلق التخويف، بل من موقف المسؤولية ومن حرصي على صون وأداء الأمانة ألا وهي الجزائر، وما أدراك ما الجزائر».وتأتي كلمة بوتفليقة في وقت تستعد فيه مختلف ولايات العاصمة لخروج غير مسبوق لآلاف النساء المناهضات للولاية الرئاسية الخامسة اليوم الجمعة، ويتوقع ان تكون تظاهرات اليوم الأكبر، بحسب الأصداء من مواقع التواصل الاجتماعي.وتظاهر محامون وصحفيون امس الخميس في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة. وتظاهر نحو ألف محام جزائري الخميس أمام المجلس الدستوري للمطالبة بعدم قبول ترشيح بوتفليقة وسار المحامون لمسافة 1.5كلم متخطين عدة حواجز أمنية لكن بدون مواجهات مع الشرطة وصولا الى مقر المجلس الدستوري الذي يقوم بدراسة ملفات المرشحين منذ الرابع من مارس. وأوضح المحامي أحمد دهيم عضو نقابة المحامين أن هدف الاحتجاج هو «مطالبة المجلس الدستوري بتحمل مسؤولياته» بينما كان زملاؤه يرددون «لا للعهدة الخامسة». وتابع المحامي «هذا الترشيح مرفوض» مشيرا إلى أن ملف بوتفليقة يجب أن يتضمن شهادة طبية تثبت قدرته الصحية على ممارسة مهام رئيس الجمهورية، بينما وضعه لا يسمح بإصدار مثل هذه الشهادة.وأكد عبدالغني زعلان مدير حملة بوتفليقة في حوار نشر أمس، أن الرئيس ما زال في جنيف «بصدد استكمال فحوصه الطبية»، مؤكدا أن وضعه الصحي «لا يدعو للقلق». وتجمع عشرات الصحفيين كما حصل الخميس الماضي في ساحة حرية الصحافة وهم يرددون «سلطة رابعة وليست تابعة» تنديدا بضغوط تتعرض لها مؤسسات إعلامية لتغطيتها التظاهرات. كما ينتظر ان يقرر الطلاب والأساتذة من خلال جمعيات عمومية في عدة جامعات إضرابات لدعم الحراك الشعبي.(وكالات)
مشاركة :