بينالي الشارقة.. خارج السياق

  • 3/9/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يوسف أبولوز كرّس «بينالي الشارقة الدولي» منذ انطلاق نسخته الأولى في عام 1993 وإلى اليوم ثقافة بصرية، سبقتها تربية مُتدرجة في الاعتياد على الفنون وقبولها المعرفي والجمالي والفكري على أساس المرجعيات البيئية والمكانية لهذه الفنون، ومن بينها مرجعيات تراثية شعبية، وأيضاً على أساس التطورات المُتسارعة التي تشهدها حركة الفنون في العالم. في الدورات الأولى للبينالي لبّى هذا الحدث الفني الثقافي احتياجات الفنان الإماراتي والعربي بوصفه، أي البينالي، لقاءً مشتركاً للتجارب الفنية الإبداعية، بما يُشكل نوعاً من الحوار بين هذه التجارب بكل ما فيها من اجتهاد واقتراح فني جمالي وثقافي، وتالياً، أخذ البينالي يركز على ما هو فكري، وفلسفي، ومعرفي، ودائماً تحت عناوين متجددة، وعلى سبيل المثال جاءت دورة 2005 تحت عنوان «الانتماء»، وجاءت دورة 2007 تحت عنوان «طبيعة صامتة: الفن والبيئة وسياسة التغيير»، وجاءت بعد ذلك دورة 2013 تحت عنوان «نهوض.. نحو خارطة ثقافية جديدة»، فيما جاءت دورة 2015 تحت عنوان «الماضي.. الحاضر.. الممكن»، وكل عنوان من هذه العناوين وغيرها من دورة إلى أخرى يختار البينالي مقيمين محترفين وذوي خبرة وثقافة متخصصة عالية وراءهم تاريخ فني وعلى درجة رفيعة من الثقافة النقدية والجمالية. «بينالي الشارقة الدولي» درّبنا على معرفة ما هو «المقيّم»، وما دوره في الفن، وما علاقته بالمعرض وما الفكر الفلسفي والفني الذي يستند إليه المقيم عندما يختار عملاً فنياً بعينه دون أعمال أخرى، وقد وضع المقيّم نصب عينيه العنوان الذي اختاره البينالي والرؤية الفنية والفكرية التي يعتمدها في كل دورة بينالية عالمية. البينالي، أيضاً، قربنا من روح الفنون المعاصرة، وسمح لنا بالتعلم من هذه الفنون وإرجاع جذورها إلى المجتمعات والثقافات التي نشأت فيها هذه الفنون، وبالتالي، فالبينالي هو جسر ثقافات وحضارات وجماليات تجتاز الحدود وتلغيها بين البشر، وتجعل من الإنسانية عائلة واحدة تفكر دائماً بعقلية الانفتاح والتعايش والسلام الأممي الذي يكفل للإنسان الحرية في الإبداع والتفكير. البينالي، أيضاً، هو أحد أعمدة مشروع الشارقة الثقافي، واستقبل منذ انطلاقه في عام 1993 التوجهات الفنية الإماراتية بكل رعاية وتقدير، وبخاصة لتلك التجارب التي ذهبت إلى ما هو تجريبي وإلى ما هو مفاهيمي، فأصبح البينالي ضمن هذا الوعي الفني الرفيع الذي عملت عليه الشيخة حور بنت سلطان القاسمي منذ إشرافها عليه وحتى اليوم منصة فكرية إلى جانب كونه منصة فنية في إطار ثقافتها الجمالية العالمية. دورة 2019 من بينالي الشارقة جاءت تحت عنوان «خارج السياق».. وتاريخ البينالي بشكل عام يخبرنا أنه دائماً خارج أية سياقات يمكن أن تعرقل اقتراحاته الفنية الفكرية العالمية. yabolouz@gmail.com

مشاركة :