بينالي الشارقة.. أعمال فيديو خارج الإطار التقليدي

  • 3/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: غيث خوري تأتي الأعمال والمشاريع المشاركة في بينالي الشارقة 13، لتطرح جملة من الاشتغالات الفنية والبصرية المتنوعة فكرياً وتقنياً، حيث يقدم الفنانون أعمالهم، مستفيدين من وسائط متعددة، بينها الوسائط الرقمية، والصور المتحركة التي تشكل جزءاً ليس بالقليل بين مجموعة الأعمال الواسعة التي يحتضنها البينالي، فتظهر أعمال الفيديو في قوالب جديدة خارج الإطار التقليدي للصور المتتابعة التي تظهر عادة في التلفزيون أو السينما، بل هي تقترب أكثر من ناحية تجريد الصورة من عناصرها ومعانيها الصريحة، متجهة نحو تفكيك هذه الصور بغية الوصول إلى لب الموضوع المطروح وجوهره، والذي هو في الأغلب الإنسان وعلاقته بالمحيط الطبيعي والاصطناعي، وتفاعله مع الأفكار والنظم المجتمعية.يرصد الفنان الصيني جو تاو، في عمله «أزرق وأحمر»، وهو عبارة عن فيديو تركيبي مدته 25 دقيقة، الحراك المجتمعي الحاصل في عديد المدن والقرى الصينية، حيث يتشكل الفيديو من مجموعة مشاهد تعرض لمناجم المعادن والقرى الهاجعة وسط الجبال والوديان، وصولاً إلى مشاهد من الاحتجاجات الأخيرة المعارضة للحكومة، ومشاهد منقحة لعدة مواقع، بما في ذلك المناطق الصناعية في مدينة شاوغوان في الصين، ومعسكر للجيش في بانكوك.يحاول تاو في هذا العمل خلق حوار بين الصورة المتحركة والمتلقي، هذه الصورة التي تنقل واقعاً مجتمعياً وحركة مستمرة، في محاولة التحرر من جملة القيود المفروضة، ومن الحضور البصري الطاغي للكتل الإسمنتية والكونكريتية الباهتة، والتي لا تتوافق مع طبيعة الإنسان بشكل عام والإنسان الصيني بشكل خاص؛ كونه ذا ارتباط وثيق بأرضه، وبحالات التأمل والسكون والتفكير، التي تمنحها الطبيعة الخلابة المحيطة به، وبالتقاليد الفكرية التي كانت دعائم نشوء المجتمع الصيني عبر آلاف السنين.في تجربة الفنانين فينكا كروك ودانيال فان دير فيلدن من هولندا، تظهر فرادة الطرح والاستخدام التقني لعناصر الصورة والصوت والجمل الحوارية السردية، وهو ما سعى الفنانان إلى تحقيقه، عبر مشاركتهما الطويلة؛ حيث أسسا استوديو «ميتا هايفن»، قبل عقد من الزمن، وهو استوديو لتصميم الأعمال البحثية، ويمتد مجال عمله إلى الفن والتصميم والإخراج والتدريس والنشر، كما يلتزم الاستوديو بتطوير مفاهيم وأعمال فنية تطرح حقلاً نظرياً جديداً، و يحرص بالقدر ذاته على ترجمة هذه المفاهيم إلى واقع ملموس.يقدم «ميتا هايفن» في البينالي الفيلم التركيبي «سماوات المعلومات» وهو عبارة عن فيديو مع صوت 24 دقيقة، يحاول الفنانان من خلاله عقد أوجه التشابه بين تجربتي العالمين الرقمي والطبيعي.. ومن خلال الجمع بين ثلاثة أنواع من الصور المتحركة - التمثيل الحي، والتحريك، والتراكيب الرقمية، يتتبع العمل بطلين يخوضان رحلة استكشافية داخل الواقع الافتراضي وخارجه، حيث تكون قدرات الإدراك البشري محل شك، وتضيع الحدود بين ما هو واقعي وغير واقعي، في عصر المحتوى التفاعلي الذي يصنعه المستخدم بنفسه، والذي يصبح عبداً له بصورة غير مباشرة، ويفقد شيئاً فشيئاً ارتباطه مع الواقع المعاش وإحساسه به، وفهمه لجملة الإشارات والرموز التي تزخر بها علاقات الناس أثناء تواصلهم المباشر.يستكشف عمل «الصمت العظيم»، للفنانتين الأمريكية جينيفر ألورا والكوبية غيليرمو كالزاديا الحياة السياسية المعاصرة، والمنتجات الثقافية والتاريخ الآثاري، وقد جمعتا بين النحت، والأداء الحي، والفيديو والصوت والتصوير الفوتوغرافي في تداخلات متفاوتة.كما يدرس عملهما العلاقات بين ما هو حي وغير حي، بين الإنسان والحيوان، بين الأرضي والكوني، حيث يركز الفيلم على أكبر تلسكوب لاسلكي ذي فتحة واحدة في العالم، والذي ينقل ويلتقط موجات الراديو من أطراف الكون وإليه، وهو مرصد «أريسبو» في بورتوريكو، والذي تحيط به غابة ريو أباخو، الموطن الأخير لببغاوات «الفيتاتا الأمازونية» المهددة بالانقراض.وقد تعاونت الفنانتان مع مؤلف الخيال العلمي تيد تشيانغ؛ لإنشاء شريط نصي مكتوب من وجهة نظر الببغاوات، يروي سعي البشرية الدائم لإيجاد حياة ذكية أخرى. وبينما يمتد هذا البحث إلى أقاصي الفضاء الخارجي، ينتقل العمل ليرصد حياة الطيور القريبة من المرصد، وهي الببغاوات التي تشترك مع البشر في ملكة الصوت والكلام، وبينما يبحث البشر عن علامات الحياة في الفضاء الواسع، تعكس الببغاوات اقتراب نهاية نوعها الوشيكة، واختفاء لغتها وطقوسها وتقاليدها.

مشاركة :