قالت صحيفة «دي تسايت» الألمانية، اليوم السبت، إن الاتهامات القضائية الأمريكية التي تلاحق نائب الرئيس الفنزويلي السابق وزير الصناعة الحالي طارق زيدان العيسمي، بالتحكم في طرق المخدرات إلى الولايات المتحدة عبر أمريكا اللاتينية؛ ستفاقم العداء بين واشنطن ونظام الرئيس نيكولاس مادورو. وأشارت الصحيفة إلى أن «ما يزيد تعقيد الوضع بالنسبة إلى العيسمي، أنه يرتبط بعلاقات وثيقة بكل من طهران وحزب الله اللبناني، وسط أنباء عن تورطه في أعمال مشبوهة تتعلق بأنشطتهما في أمريكا اللاتينية». وكان الادعاء العام الفيدرالي في منهاتن -وفي سابقة هي الأولى منذ أزمة الصراع على السلطة في فنزويلا- قد اتهم العيسمي الخاضع لعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، بعد تصنيفه ضمن قائمة الاتجار بالمخدرات مطلع عام 2017، باستخدام موقعه في الحكومة بكاركاس للانخراط في تجارة المخدرات الدولية والتحايل على العقوبات المفروضة عليه. واتهم جيفري بيرمان المدعي العام الأمريكي، العيسمي -وهو من أصول سورية لبنانية- بانتهاك العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية عليه، بالتعاقد مع شركات أمريكية لتوفير طائرات خاصة لنقل المخدرات عبر عدة دول منها تركيا. وكانت الولايات المتحدة جمدت أصول وأموال العيسمي في بنوكها، وقالت إنه يسيطر على طرق المخدرات من فنزويلا إلى المكسيك والولايات المتحدة، فضلًا عن تنسيقه تجارة المخدرات في بلاده. وشغل العيسمي منصب نائب الرئيس من أوائل عام 2017 إلى يونيو 2018. وفي ذلك الوقت كان يعتبر خليفةً محتملًا للرئيس مادورو. وفي الحكومة الحالية التي لم تعد تحظى باعتراف المعارضة ونحو 60 دولة حول العالم على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، هو وزير الصناعة والإنتاج الوطني، وعليه أصبح أعلى مسؤول حكومي لفنزويلا مطارد من قبل العدالة الأمريكية. ويتعين على العيسمي الخضوع للمحاكمة في نيويورك، وإذا أدين فستنتظره عقوبة بالسجن قد تصل إلى 150 عامًا. وتشتعل أزمة سياسية حادة في فنزويلا منذ أن أعلن زعيم المعارضة خوان جوايدو في 23 يناير الماضي نفسه رئيسًا بالوكالة للبلاد، مطالبًا مادورو بالتنحي وإجراء انتخابات رئاسية حرة وديمقراطية. وتدعم واشنطن والعشرات من العواصم الأوروبية واللاتينية جوايدو، فيما يلقى مادورو مساندة كبيرة من الصين وروسيا.
مشاركة :