الشارقة: عثمان حسن بالتزامن مع بينالي الشارقة 14، افتتحت صباح أمس، في بيت عبيد الشامسي في قلب الشارقة فعاليات الدورة الثانية عشرة من «لقاء مارس 2019»، بحضور الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، واشتملت على عروض أدائية بينها «باتاكي» من تصميم أولريك لوبيز، و«باروكة معمارية» لميشاك غابا، وجلسة حوارية بعنوان «استعادة الميراث» بمشاركة: أدريان إدواردز، وهانا بلاك وجيمس كلايتون. عرض «باتاكي» يدور حول مباراة شطرنج بطلها الكوبي «خوسيه راؤول كابابلانكا»، خلال منافسته مع نظيره الألماني «إيمانويل لاكسر» في بطولة العالم التي جرت عام 1966 في العاصمة الكوبية هافانا، وانتهت بفوز كابابلانكا. والعرض عبارة عن لوحات راقصة رافقتها وصلات موسيقية فلكلورية، صممه لوبيز جراء بحوثه العميقة في علوم الآثار والأساطير والطقوس والشعائر الدينية لشعوب أمريكا الجنوبية وحوض الكاريبي، وهو يوظف هذه العناصر في كافة عروضه الأدائية، والشفوية والراقصة. قام لوبيز باستعادة أجواء المبارة العالمية للعبة الشطرنج المذكورة آنفاً، بالتركيز على فنون وثقافات منطقة الكاريبي، أو ما تسمى الأرخبيل الإفريقي الكاريبي، وفي ذهنه ما تعرضت له هذه المنطقة من استعمار غربي، كانت هذه المنطقة، تتشكل من مسطح مائي استوائي، يعد أحد أفرع المحيط الأطلسي، جنوب شرقي خليج المكسيك، وتتكون من مزيج ثقافات بين أمريكا الجنوبية، وأمريكا الوسطى، وجزر الأنتيل الكبرى والصغرى، حيث كوبا وجامايكا وهسبانيولا وبورتوريكو. ولأن لوبيز يفهم تاريخ هذه المنطقة الشاسعة، وما تعرضت له من غزوات استعمارية غربية على مدى التاريخ، فقد وظف ذلك كله في عرضه في إطار اجتماعي وتاريخي، بحثا عن الهوية التي تشكلت من هذا الخليط الإنساني الباذخ.كما يؤكد العرض على مشروع لوبيز في تطبيق مقاربة نحتية في هذه المنطقة الشاسعة في الحوض الكاريبي، الذي يعكس جانباً من جوانب التقاليد الروحية والأسطورية لسكان الجزر الهندية الغربية في عصور ما قبل التاريخ، مرورا بهنود الأوراك القادمين من أمريكا الجنوبية عام 1000 ميلادي، حيث استوطنوا في جزر الأنتيل الكبرى، وتبعهم هنود الكاريبي الذين استوطنوا معظم جزر الأنتيل الصغرى. بدوره يصمم غابا في عرض «باروكة معمارية» موكباً استعراضيا من خلال ثلاثة عشر مؤديا، يرتدي كل واحد منهم باروكة ذات نسق تشكيلي معماري، يمتد بدءاً من ساحة الفنون وسوق الشناصية التاريخي وسوق صقر في الشارقة، انتهاءً ببيت عبيد الشامسي. يستند العمل على بحث مكثف أجراه غابا خلال زيارته لنحو ثلاثين مبنى ومعلما تاريخيا في خمس إمارات، من أصل الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات. هذه الباروكات، وما فيها من نسق تشكيلي معماري، لا تركز على القيم الجمالية والحضرية للمدن فقط، بل تسلط الضوء على الدور الذي تلعبه قطاعات مختلفة من المجتمع المدني، من الثقافة والتعليم والصحة والترفيه والأسرة. يوظف غابا «الباروكة» لتقديم فهم ناضج للإمارات، كدولة بلغت في زمن قياسي مستوى حضارياً بارزاً، شهد العديد من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على مستوى العالم.وهو يؤكد من خلال ذلك كله، على افتتانه بمناظر المدينة الإماراتية، وما فيها من تطور معماري لافت، أما الباروكة كمفهوم، فهي نتاج عمل بدأه في عام 2004، على شكل ناطحات سحاب في نيويورك، وهو الذي يعكس بالنسبة إليه، كثافة وزحام مدينة نيويورك وتمددها الرأسي. في الجلسة الحوارية «استعادة الميراث» قدم كل من أدريان إدواردز، وهانا بلاك، وجيمس كلايتون تجربته الشخصية في الفنون، سواء من خلال النصوص الشعرية، أو الأدوات الموسيقية ومختلف أشكال الوسائط، حيث تكشف هذه التجارب عن فهم متطور للفنون المعاصرة، وما تعكسه من قوة بصرية، وتطرحه من مفاهيم اجتماعية وفكرية، وما تحاول أن تكشفه أو تحاكيه في الزمن الحالي من اضطراب أو اختلالات في ظل الحروب والكوارث والصراعات البشرية.
مشاركة :