كشفت مجلة ديرشبيجل الألمانية، عن أن الاستخبارات العسكرية في بلد المستشارة أنجيلا ميركل، لا تفصح عن الأرقام الحقيقية لعدد المتطرفين في صفوف وحدات الجيش. وكانت برلين أعلنت مؤخرًا أن العام 2018 شهد تصنيف أربع جنود كمتطرفين منتمين للنازيين الجدد واليمين المتشدد، فضلًا عن 3 راديكاليين مسلمي الديانة، ومن ثم تم إبعادهم عن الخدمة، ويخضع بعضهم للتحقيق، غير أن الاستخبارات العسكرية أخفت كل المعلومات الخاصة عن 10 آخرين رصدتهم وصنفتهم كمتطرفين منذ العام 2013. واستندت المجلة إلى معلومات كشف عنها قائد عسكري استخباراتي أمام لجنة برلمانية سرية في البوندستاج، وذلك في شهادة مسجلة له منتصف فبراير الماضي. ويعاني الجيش من تزايد معدلات التطرف اليميني النازي؛ حيث تم رصد 170 حالة اشتباه في العام 2018، كما تم تسجيل 288 حالة من الانتهاكات الجنسية أو وقائع التحيز أو التفضيل بسبب النوع. وفي هذا السياق، نجا مئات السوريين من مذبحة ضخمة جُهزت لهم في شهر نوفمبر الماضي على يد مجموعة نازية إرهابية ينتمي أعضاؤها للجيش الألماني. وكشفت مجلة فوكوس الألمانية، آنذاك، عن أن السلطات الأمنية في برلين أوقفت على ذمة التحقيقات بالقضية الصادمة نحو 200 عسكري من رتب مختلفة يعملون ضمن وحدة تابعة للقوات المسلحة الاتحادية منوط بها مهام خارجية في كل من أفغانستان وبعض الدول الإفريقية. وحسب معلومات سرية تتعلق بالتحقيقات، كشفت عنها المجلة، فإن المجموعة جهزت لعمليات اغتيال لعدد من الساسة والمسؤولين في حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، وعلى رأسهم وزير الخارجية، هايكو ماس، فضلًا عن استهداف عدد من البرلمانيين ورؤساء الأحزاب، إلى جانب التخطيط لاقتحام تجمعات اللاجئين السوريين على وجه التحديد وتصفيتهم في حملات مسلحة. وعمومًا، تردت كثيرًا أوضاع الجيش الألماني خلال السنوات الماضية، وإلى جانب المشكلات الإيديولوجية، فإنه يعاني من أمور أخرى غاية في الحساسية فيما يتعلق بالجنود على وجه التحديد. وكان تقرير برلماني صادر مطلع العام الجاري قد لفت إلى أن القوات الألمانية العاملة في الخارج سواء في أفغانستان أو لبنان وسوريا والعراق أو في مالي تعاني أخطارًا كبيرة، وقال: كأننا نرسل جنودنا ليموتوا في الخارج، تارة بسبب النقص في المعدات وتراجع معدلات التدريب، وتارة أخرى بسبب المخاطر الإرهابية التي تواجه الجنود وبخاصة في أماكن الصراع بالشرق الأوسط. وكانت مجلة دير شبيجل كشفت مؤخرًا أيضًا تفشي ظاهرة الإصابة بالصدمات النفسية بين العديد من الجنود الذين خدموا في أفغانستان. وتتشكك قوى وتيارات سياسية وحزبية ألمانية من قدرة برلين على تنفيذ خطة رفع عدد أفراد الجيش الألماني من 180 ألف فرد حاليًا إلى 203 آلاف بحلول عام 2025، نظرًا لأن أعداد المتقدمين للجيش من الخرجين أصبحت في تناقص حاد.
مشاركة :