الـمُمـرِّضـات والـمُمـرِّضون .. طـاقـات بـشـرِيَّـة ومـالِـيـة وفنيّة مُـهـدرة .. يـا مـعالي وزيـر الصِـحَّة

  • 3/11/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الـمُمـرِّضـاتوالـمُمـرِّضون .. طـاقـاتبـشـرِيَّـةومـالِـيـةوفنيّةمُـهـدرة .. يـامـعاليوزيـرالصِـحَّة !! عبدالمحسنمحمدالحارثي   في ظل العجز القائم ، في مجال التمريض ، الذي يُعدُّ فناًوعِلْماًوإنسانيَّة ، وقبل ذلك أمانة ثقيلة ، عجزت عن حملها السموات والأرضون والجِبال ، وحملها الإنسانُ ، فظلم نفسه جهلاً ، ولكنّ من يُؤدي الأمانة التي على عاتقه ، فتلك من صفات المُؤمنين ، قال تعالى:( والذين هُم لأماناتهم وعهدهم راعون )، فكثير ممن في الميدان الصحي ، قد خانوا العهد والأمانة ، حينما فترت عزائمهم ، وتبخّرت تجاربهم ، يقول أرسطو:( يجب أن نتعلّم بالطريقة العمليّة ، فبرغم اعتقادك أنّك تعرف هذا ، فلن تكون متأكداً من فعل ذلك حتّى تُجرِّبه). عندما تختفي الأمانة ، ويُفتقد الانضباط ، وتقل الممارسة المستمرّة ، حينئذٍ لا تنتظر الانتصار ؛ لأن النصر الحقيقي ، هو النصر الشخصي، فهو يسبق النصر الجماعي ، ولن يكون لدينا موظّفون منضبطون ، إلا بوجود الثواب والعقاب ، يقول شيف كيرا:( من الصَّعب أنْ تتوقَّع سُلُوكاً إيجابيّاً ، في بيئة سلبية ، ففي المجتمعات التي يُعدُّ فيها غياب القانون هو القاعدة ، يتحوّل المواطنون الشُّرفاء إلى مُفسدين ولِصُوص )، والموظّف غير المُنضبط الذي أمِن العُقوبة ، يُمثِّل بيئة فاسدة ، وخطراً داهماً على كُل الموظفين . نحنُ نُطالب ، بتفعيل دور كُل ممرِّض ومُمرِّضة ، ونقول : للمحُسن أحسنت ، وللمسيء أسأت ، ونُطبق مبادئ التقييم المُستمر ، والمُتابعة الدقيقة ، فما نلحظهُ اليوم ، هو انعدام الأدوار ، وإنْ وُجِدت ، فهناك تسربات داخليّة ، وتجمعات شلليّة ، وعُزوف عن بعض الأعمال ، وهذا ما لمسه المراجعون من تأخر في الإجراء ، وعدم اتقان للعمل ، وشكوى الأطباء الأجانب لمرضاهم من عدم تعاون الممرِّض والممرضه السعودي معه ، وإنْ كان الأمر ليس على إطلاقه ، وإلّا لما وُجِد الشُّرفاء والأحرار منهم ! يقول ماكسول:( الانضباط هو القُدرة على فعل الصواب ، حتّى عندما لا ترغب في فِعْله)، والشيئ بالشيئ يُذكر ، فالمسؤولية تُولِّد القُدرة على الاستجابة ، يقول جيم رون :( عليك أنْ تحمّل مسؤوليتك الشخصيّة ، إنّك لا تستطيع تغيير الظروف أو المواسم ، أو اتجاه الريح ، ولكنّك تستطيع تغيير نفسك ). وفي المثل ( من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم )، وتلك البيئات غير الصحيّة في المجتمع الصحي ، التي نراها بأُمِّ أعيُنِنا ، فيما يخص الممرضين والممرضات ، وما يسببونه من هدر بشري ومالي وفنّي ، ما هو إلّا بسبب غياب آليات المتابعة ، وقوانين الانضباط ، وضعف المُمارسة المباشِرة ، وعدم مُحاسبة المُقصِّرين ، فضلاً عن تكتلات كثير من الأقسام بالموظفين على حساب أقسام أخرى ، بل يتعدّى ذلك على مستوى المستشفيات والمراكز الصحية ، وتفاوت الاحتياج من منطقة إلى أُخرى . ما أراه ويراه الجميع ، أنَّ الوظيفة الصحيّة خرجت عن مسارها الذي من المفروض أنْ تسير فيه ، إلى مسارات إدارية ، وأُخرى خدميّة ، وهذا التسرُّب ، قد أضفى على القطاع – قطاع التمريض- ضُعفاً على ضعف ، وعجزاً أكبر ، تسبب في وجود طاقات بشرية ومالية وفنيّة مُهدرة بدرجة امتياز!! لا بُدَّ أنْ يُنظر في كادرهم الوظيفي ، فيما يخص الرواتب ، وسحب بعض البدلات ، على من يثبت تقاعسه ، والتحقيق في أمره ، وسحب بدلات التصنيف الفني ، لمن تسرّب من تخصصه ،الذي توظّف بسببه ، أمّا أنْ يبقى يُثقل كاهل ميزانية وزارة الصحّة ، فسوف يكون مصير وزارة الصحّة كمصير وزارة التعليم في التضخُّم الحاصل في عدد الموظّفين .. والله من وراء القصد.

مشاركة :