مرشدو المدارس ورُوّاد النشاط.. طاقات بشرية وماليّة مُهدرة

  • 11/22/2017
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

مرشدو المدارس ورُوّاد النشاط.. طاقات بشرية وماليّة مُهدرة عبدالمحسن محمد الحارثي   سُتُّون ألف مُعلِّم ومُعلِّمة – تقريباً- يقومون بدور المرشد الطلابي ورائد النشاط بمدارس التعليم العام في المملكة العربية السعودية تُمثِّل طاقات مُهدرة ، وثُقل اقتصادي على ميزانية الوزارة ومن ثمّ الدولة … لا يخفى دورهم ؛ ولكن ليس بالدور الذي يتطلب مِنّا تفريغهم ، وتحميل ميزانية الوزارة ما يُمثِّل ١٢٪؜ من ميزانيتها بما يُقارِب ١٠ مليار ريال سنويّاً. من الممكن إعادتهم إلى تخصصاتهم كمعلمين ؛ لأننا في واقع الأمر لا نحتاج إلى هذه الآلية المُهدِرة لاقتصادنا في ظل رُؤية ٢٠٣٠م ، بل نحتاج إلى التقنين والإستفادة وبأقل تكلفة ، خاصّة فيما يتعلّق بتقليص أعداد المعلمين والمعلمات ، وتخفيف الضغط على صندوق معاشات التقاعد … والمُعلِّم في فصله قُدوة ومُرشِد ورائد لكل النشاطات الصفية واللاصفية ، ويُمكن تخفيض نصاب من يقوم بعملية الإرشاد والنشاط إداريّاً إلى ٥٠٪؜ .وأنْ لا تكون مقتصرة على معلّم معين ، بل تتنقل بين التخصصات. أنا أعلمُ يقيناً أنّ المرشدين وروّاد النشاط سوف يشتاطون غضباً؛ ولكنّ الحقّ أحقُّ أنْ يُتّبع ، وأنْ نعمل ما فيه صلاح لأبنائنا وبناتنا، وأنْ نخلق آليّة جديدة للإرشاد والنشاط ، وأنْ لا نستمع للمتنفذين المُفسدين الذين تقوم نظرتهم على امتلاء جيوبهم قبل امتلاء عُقول بناتنا وأولادنا بما يُفيد، بل أنّ تلك البنود والإدارات المليئة بأيقونات هوائية عائمة تكون بُؤرة للفساد والاختلاس، بل ينبغي أنْ يُعيّن على آليّة التجديد من تبرأ بهم الذمّة، وأنْ تُوضع لهم أهداف لا يتجاوزونها؛ فكفانا إهدار وفساد للطاقات البشرية والأموال العامّة. ولي شخصّياً رأي – وأنا أحد رجالات التعليم – فيما يتعلّق بالإرشاد ، وهو: إنشاء وحدات إرشادية مُتنقلة – في كل إدارة تعليم- تزور المدارس بصفة نصف شهريّة ؛ تُعْرض عليهم قضايا الطلاب والمعلمين الذين يحتاجون إلى نُصح وإرشاد حتّى لو تطلّب الأمر زيارة الطالب في بيته ، والبحث في مشكلته وإيجاد الحلول المناسبة لحالته، سواءً كانت نفسية أم اجتماعية أم تعليمية ، ولها الصلاحيات الكاملة في اتخاذ ما تراه مناسباً للطالب بعد الرجوع لرئيس إدارة الإرشاد بالإدارة التعليمية ، ويكون ذلك في غضون إسبوع من الزيارة.. فقط نحتاج إلى العمل الجاد والمُخرج الحسن. وفيما يتعلّق بالنشاط علينا إنشاء مراكز ومعسكرات تدريبية للطلاب والطالبات داخل كُل محافظة كبيرة ؛ تتناغم مع أهداف توطين التكنولوجيا ، وتوطين ورش الأعمال المدنية والعسكرية ، واستقطاب وتبنِّي الموهوبين من خلال ما يُبرزونه من إبداع أو ابتكار أو اكتشاف أو اختراع ، ومن خلال التكرار ترسخ مثل هذه الأعمال ، بل تُعزز ، ويُمنح أصحابها أحقيّة في الابتعاث الداخلي أو الخارجي… الأفكار تتوالد ، فقط نحتاج إلى آليّة تخدم هذا الاتجاه ، فما يُصرف في بنود النشاط العائمة أحق أن يُصرف في واقع محسوس وملموس وأمام الأعين.. وتكون آلية النشاط على النحو التالي: ١/ اختيار طالب من كُل شُعبة يوميّاً ، فمثلاً المدرسة بها ١٥ شعبة بـ ١٥ طالب ، يتجهون من بيوتهم في ذلك اليوم مباشرةً إلى تلك المراكز والمعسكرات .. ويتكرر ذلك بصفة يوميّة أو إسبوعيّة وبمشاركة جميع الطلاب بحسب الإمكانات المتاحة. ٢/ تستعد إدارة النشاط- ممثلة في المراكز والمعسكرات التربوية- لاستقبال عدد محدود من خلال وضع آلية للمدارس بحيث تستطيع السيطرة والاستفادة والإفادة. ٣/ استقطاب شيوخ الصنعة ، والاعداد العلمي والعملي لأسس الصنعة وماهيّتها الحياتيٌة. ٤/ استقطاب فنيين من المصانع الموجودة بالمحافظة ؛ لتقديم المحاظرات والندوات والمناظرات .. وتهيئة الفرصة للطلاب لزيارة مصانعهم كجانب ميداني. ٤/ إنشاء وِرش عمل دائمة تتبنّى كُل جديد ، وتُصقل مواهب الطلاب المحترفين في الفترة المسائيّة. إن تفعيل من هذه الآليات يُخفِّض المصروفات ، وفي نفس الوقت يُعطينا مُخرجات طيّبة على المستوى الفردي للأشخاص وعلى المستوى المجتمعي للجماعات .. مع خلق فُرص عمل ، وتثقيف مِهني واقتصادي واجتماعي يساعد على تضييق الهُوّة القائمة حاليّاً ، ويُقلِّص من الهدر المالي في المشاريع الفاشلة.. وبالإمكان مد جسور التعاون بين القطاعين العام والخاص . * والله من وراء القصد*.

مشاركة :