استعرض مركز دراسات وأبحاث زمزم بهيئة المساحة الجيولوجية خلال ورشة العمل التي نظّمها، منهجية العمل المتبعة من قِبَل القائمين على مشروع تطوير طريق الملك عبدالعزيز الموازي بمكة المكرمة. وبيّن مدير مركز دراسات وأبحاث زمزم المهندس سامر شومان، أن هذا التجمع يهدف لبناء شراكة مع الجهات الفنية المختصة العاملة في المشروع، بالإضافة إلى العمل على تقويم أثر أساسات المنشآت المختلفة وكيفية تطبيق التوصيات الخاصة؛ للحد من التأثيرات السلبية لها على النظام الهيدروجيولوجي في الموقع؛ بهدف الحفاظ على كميات التدفق الطبيعية للمياه الجوفية ضمن الأنظمة الجيولوجية المختلفة مثل الفوالق، والشقوق الصخرية، وطبقة الصخور المجواة ورواسب الأودية. وأضاف شومان أنه جرى خلال الورشة عرض ومناقشة نوعية الأساسات المراد تنفيذها في كل موقع وطرق تنفيذها، وكذلك المواد التي سوف تُستخدم في التنفيذ بما يضمن عدم التأثير على نوعية المياه الجوفية. هذا بجانب اختيار أساليب وطرق دعم المنشآت القائمة وأعمال حفر الأساسات في إطار الحفاظ على نوعية وكمية المياه الجوفية في موقع المشروع، وأيضًا مدى احتياج المواقع المختلفة لأعمال تخفيض منسوب المياه الجوفية وكيفية التعامل معها؛ لضمان عدم تأثير تلك الأعمال على المناطق المحيطة. وقال إنه تم الاطلاع على التصاميم الخاصة بأنظمة حصاد كميات مياه الأمطار المتساقطة على المنشآت المختلفة والمعدة من قِبَل المكاتب الاستشارية العاملة بالمشروع؛ حيث تم تقويم فعالية كل تصميم وتحسين أدائه بما يحقق الهدف المنشود المتمثل باستهداف 30% من حجم كميات المياه المتولدة نتيجة لعاصفة مطرية معدل تكرار حدوثها مرة كل 100 عام، أو تصميم نظام حصاد مياه الأمطار للتعامل مع حجم كميات مياه تعادل عاصفة مطرية معدل تكرار حدوثها مرة كل 30 عامًا؛ وذلك بحقن مياه الأمطار بعد التخلص من العوالق إلى داخل طبقة التصريف الحصوي المحيطة بأساسات المباني والمنشآت تحت السطحية كجزء من نظام إعادة التوازن الهيدروجيولوجي في الموقع. وتم أيضًا مراجعة احتياج النظام إلى خزانات كسر الضغوط وترسيب العوالق، وجرى تحديد أماكنها داخل المباني بما يضمن عمل النظام بكفاءة بناءً على قوة الجاذبية الأرضية؛ بهدف توفير تكاليف الصيانة والتشغيل. وأوضح شومان أن هذه الورشة خرجت بعدد من التوصيات؛ منها: الاتفاق على أهمية العمل على اتباع أساليب حديثة، واستخدام تقنيات ومواد عصرية ضمن هذا المشروع التنموي المميز الذي سوف يعكس الوجه الحضاري المأمول للعاصمة المقدسة ضمن الألفية الثالثة؛ بما يحاكي مصافّ الدول العصرية المتقدمة. بالإضافة إلى أهمية متابعة عقد مثل هذه الحلقات؛ لما لها من مردود إيجابي على كل العاملين بالمشروع لتطوير أدائهم من خلال الاطلاع على التجارب المختلفة والتعلم من الممارسات المتبعة من الجهات العاملة بالمشروع خلال فترات تقدم سير العمل، وكذلك ما يستجد من أمور وتحديات تستلزم تبادل الآراء والأفكار وفق الأسس والأطر العلمية بناءً على المنهجية المتبعة من قِبَل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية حيال المشاريع التطويرية.
مشاركة :