يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لصدام آخر مع الديموقراطيين، اذ طلب من الكونغرس زيادة الإنفاق العسكري وتخصيص تمويل لتشييد جدار على الحدود مع المكسيك وخفض الأموال المخصصة لبرامج أخرى، في موازنة السنة المالية 2020. وحذرت شخصيات بارزة من الحزب الديموقراطي ترامب من "أداء مكرر" لحرب التمويل التي نشبت العام الماضي وأسفرت عن إغلاق جزئي للحكومة الاتحادية دام 5 أسابيع. ووَرَدَ في بيان مشترك أصدرته الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي، وتشاك شومر زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ: "الرئيس ترامب سبّب أضراراً لثمانية ملايين أميركي، حين قرّر في شكل متهوّر إغلاقاً حكومياً للحصول على جداره المكلف وغير الناجع الذي كان وعد بأن تدفع كلفته المكسيك". وأضاف: "رفض الكونغرس تمويل الجدار وأرغم (ترامب) على الاعتراف بذلك وإعادة فتح (مصالح) الحكومة. وهذا ما سيتكرر إذا حاول مجدداً. نأمل بأن يكون استوعب الدرس". وقال مسؤولون مطلعون على الموازنة انها تتضمّن طلباً بتمويل يبلغ 8.6 بليون دولار لتشييد الجدار. وأعلن مكتب الإدارة والموازنة التابع للبيت الأبيض أن ترامب يقترح خفض الإنفاق غير الدفاعي بنسبة 5 في المئة في المتوسط، عن الحدود التي وضعها الكونغرس في السنة المالية 2019، علماً أن العجز بلغ 900 بليون دولار عام 2019 فيما تضخم الدين العام إلى 22 تريليون دولار. كما يقترح الرئيس زيادة الإنفاق الدفاعي بمبلغ لم يُحدد بعد في الموازنة. ولكن لتجنّب مخالفة الحد الأقصى للإنفاق، ستأتي تلك الزيادات من إعادة توجيه أموال كانت مخصصة لعمليات طارئة في الخارج. وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" أن ترامب يريد في الموازنة تحويل 5 بلايين دولار من موازنة وزارة الأمن الداخلي و3,6 بليون من موازنة وزارة الدفاع، لتخصيصها لمشروع الجدار على حدود المكسيك. وستُضاف تلك المبالغ إلى تمويل عاجل قيمته 6,5 بليون دولار، مقرر وفق حال "طوارئ وطنية" أعلنها الرئيس في شباط (فبراير) الماضي، في إجراء مكّنه من الالتفاف على الكونغرس للإفراج عن التمويل.
مشاركة :