تتواصل الجهود المصرية والأممية من أجل تثبيت التهدئة التي تم الاتفاق عليها بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي منعا لاندلاع حرب رابعة. “وقف الأدوات الخشنة” المستخدمة في مسيرات العودة، والابتعاد عن السياج الأمني الفاصل، تعد من أهم مطالب الاحتلال الإسرائيلي التي نقلتها الوفود إلى الفصائل الفلسطينية بغزة لتثبيت التهدئة. في المقابل أكدت الفصائل الفلسطينية أن على إسرائيل أن تلتزم بما أتفق عليه من رفع الحصار و وزيادة مساحة الصيد لـ20 ميل، والعمل على حل أزمة الكهرباء وإيجاد فرص عمل. ويقول الكاتب و المحلل السياسي هاني حبيب، “بعد عام كامل من مسيرات العودة هناك تقدم أكثر من أي وقت مضي باتجاه تعزيز الثقة بما يسمي بالتهدئة، والحديث يجرى على استثمار ردود الفعل على مسيرات العودة، يقابلها لدى المحتل الإسرائيلي رغبة باستقرار نسبي على تخوم غلاف غزة في ظل الحملة الانتخابية لرئيس الحكومة نتنياهو، الذى يريد استقرار لكي تخدم مصالحة في الانتخابات التي ستعقد في 9 أبريل القادم”. وأضاف حبيب في حديث لموقع الغد أن التحرك الدبلوماسي الذى تقوده مصر، وما تسرب من معلومات حول توفر إرادة من قبل كافة الأطراف المصرية وحركة حماس وإسرائيل، يأتي بعد عام كامل من مسيرات العودة التي تؤتي ثمار تهدئة بتوازن بين المصالح الإسرائيلي ومصالح حركة حماس في قطاع غزة. وقال إن التحرك الدبلوماسي يدور حول البدء بتطبيق التهدئة التي تسمي ” هدنة صغيرة”، مع تلبية جزء بسيط من الاشتراطات التي وضعتها حماس فيما يتعلق “بالصيد البحري و الكهرباء وبما أشار إليه المصريون بالتقدم على معبر رفح وتنظيم الدخول إليه. من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب للغد إن هناك جهودا مبذولة لثبيت وقف إطلاق النار تقودها مصر لرفع الحصار عن قطاع غزة، مضيفا أن هدف زيارة الوفود إلى القطاع لإنضاج تفاهمات التهدئة بشكل واضح وإيجاد ضمانات لإلزام اسرائيل باتفاق التهدئة. بدورها، قالت حركة حماس على لسان عضو مكتبها السياسي سهيل الهندي، إن حركته تنتظر ردا إسرائيليا على شروطها الخاصة بوقف الاحتجاجات الحدودية، في إطار جهود الوساطة المصرية للوصول للتهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار، مضيفاً “تنتظر حماس عودة الوفد المصري بعد أيام قليلة إلى غزة، كي تدرس الرد الإسرائيلي على مطالبها “. وكان الوفد الأمني المصري الذى زار قطاع غزة مؤخرا التقى الفصائل الفلسطينية، وبحث المطالب الإسرائيلية والتي تتمثل بوقف “الأدوات الخشنة” مثل البالونات الحارقة وأنشطة الإرباك الليلي المستخدمة في مسيرات العودة و الابتعاد عن الحدود بين القطاع واسرائيل. وانطلقت مسيرات العودة في 30 مارس/آذار 2018، بمشاركة الآلاف من الفلسطينيين، للمطالبة بكسر الحصار عن غزة، وعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هجر أجدادهم منها عام 1948، وواجهت إسرائيل هذه المسيرات السلمية بعنف، مما أسفر عن استشهاد 260 فلسطينياً، وجرح أكثر من 29 ألف آخرين.
مشاركة :