دبا الفجيرة:بكر المحاسنة ينتشر في الفجيرة عدد من القلاع والحصون التاريخية التي تؤكد أن الأجداد والآباء عاشوا على تراب هذه المنطقة الطيبة وعمروها بإرادتهم الصلبة وعزيمتهم التي لا تفتر، ومن هذه القلاع قلعة دبا الفجيرة التاريخية التي انتهت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار مؤخرًا من ترميمها وإعادة تأهيلها لكي تكون معلمًا تاريخيًا وأثريًا وسياحيًا يزوره السياح العرب والأجانب من مختلف أنحاء العالم.سعيد السماحي مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار يقول: تولي الهيئة قلعة دبا الفجيرة اهتمامًا كبيرًا نظرًا لقدمها، وما تبرهن عليه من حقائق للسياح والأجانب، حيث تعتبر قلعة دبا من القلاع التاريخية ذات الماضي العريق، وتمت إعادة ترميم أجزاء القلعة كافة وترميم أبراجها، لكي تعود كما كانت عليه في الماضي مستخدمين في الترميم والتأهيل المواد المحلية الأصيلة التي بنيت منذ مئات السنين لضمان تجانسها الكامل معها، وتم تأهيل وترميم القلعة وأبراجها بالكامل وملاحقها المجاورة لها، كما تم إصلاح وإعادة تأهيل أركان القلعة كافة، وهي تتكون من مبنى رئيسي مربع الشكل من طابقين تعلوهما أجزاء هرمية الشكل وفتحات مربعة ودائرية لغرض الدفاع والرقابة، ويقع بجانب القلعة برجان دائريا الشكل من الناحية الأمامية للقلعة بارتفاع 7 أمتار وطول قطر كل منهما يصل إلى نحو 5 أمتار، ويحتوي على غرف متعددة داخل فنائه الخاص، حيث تمت إعادة تأهيله ليعود إلى ما كان عليه في الماضي، كما تم ترميم المجالس التي تقع أمام القلعة والأبراج التي كانت تستخدم للضيوف والزوار.ويضيف السماحي إنه تم في عمليات إعادة بناء وتأهيل القلعة والأبراج إدخال الحجر والصاروج والطين وجذوع وسعف النخيل والليف، كما أعيد ترميم أحجار الجرانيت والأحجار النارية التي تمت في عمليات التشييد، وجميعها جلبت من منطقة دبا نفسها التي تحتوي جبالها على مختلف أنواع الأحجار، وتعد القلعة من أكثر المواقع الأثرية التاريخية تميزًا وشهرة في مدينة دبا الفجيرة، نظرًا لبنائها الفريد وكبر مساحتها وموقعها المطل على الساحل البحري من الجهة الشرقية الشمالية وعلى المزارع والجبال من الجهة الغربية والجنوبية، حيث تقع القلعة وسط مزارع دبا الفجيرة.الوالد راشد علي محمد بن علي الظنحاني من أهالي منطقة الغرفة التي تقع فيها قلعة دبا التاريخية يقول: تكشف قلعة دبا سجل إمارة الفجيرة عامة ومدينة دبا الفجيرة الحافل بالنضال منذ فجر التاريخ ضد أي اعتداء، وهي معلم كبير شاهد على عراقة تاريخ منطقة دبا الفجيرة، حيث بنيت منذ آلاف السنين وحملت تفاصيل حياة أهالي دبا الفجيرة، وكانت القلعة تمثل رمزًا للقوة والشموخ ومركزًا للدفاع وصد الهجمات والغزوات على المنطقة، واستخدمت في أغراض المراقبة والدفاع عن المنطقة وحمايتها ولحماية المناطق الزراعية التي شكلت في تلك الفترة عصبًا اقتصاديًا خاصة مزارع التمور، كما كانت محطة لاستقبال الضيوف و لحل النزاعات والخلافات بين الأهالي في تلك الفترة، وبقيت القلعة شاهدًا عريقًا يروي قصص المجد والنضال للأهالي وللمنطقة.وأشاد الظنحاني بتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة ومتابعة ولي عهده الأمين سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، فقد أعادت توجيهات سموه للقلعة هيبتها التاريخية، وجعلتها مزارًا تاريخيًا وسياحيًا يزوره السياح والزوار، حيث كل جزء في القلعة ينبض بالحياة والأصالة ويحمل بين جنباته عظمة ومجد الآباء والأجداد وصبرهم على الظروف القاسية.
مشاركة :