الدوحة - قنا: أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أن دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله»، كانت ومازالت سباقة في المطالبة بمناقشة جذور المشاكل التي يعاني منها العالم وإيجاد الحلول لها ورفض إهانة كرامة الإنسان بكافة أشكالها وصورها بغض النظر عن دوافعها وأهدافها. وقال سعادته في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في المملكة المغربية، إن دولة قطر ترى أن احترام القيم الإنسانية وصيانة حقوق الشعوب ستجعل المنطقة آمنة ومهيأة للنمو والتطور ومن ثم تحقيق الأمن والسلام لدولنا وشعوبنا الإسلامية، لافتاً إلى أن دولة قطر وإسهامًا منها في تحقيق الأمن والسلام في بلداننا الإسلامية وفي العالم أجمع، تولت القيام بمبادرات عديدة في مجال نشر التعليم من خلال توفير ملايين الفرص التعليمية للبنات والبنين كتوفير التعليم لمليون فتاة كجزء من خطة تصل إلى توفير التعليم لخمسة ملايين فتاة في مناطق النزاعات فضلاً عن توفير ما يربو على المليون وظيفة للشباب من خارج قطر بهدف قطع الطريق أمام انخراطهم في أعمال العنف أو اللجوء للهجرات غير الشرعية عبر صناديق تحت رعاية الأمم المتحدة. كما لفت إلى أن دولة قطر أطلقت صندوقًا خاصًا لتغطية تكاليف عودة المهاجرين من ليبيا إلى بلدانهم الأصلية ودمجهم في الحياة العامة في بلدانهم وفق اتفاق مع مفوضية الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. وفي هذا السياق دعا سعادة رئيس مجلس الشورى جميع البرلمانات الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لإيلاء هذه القضية أهمية قصوى لأن عدم احتضان هؤلاء الشباب وتوفير الحياة الكريمة لهم سيكون هدرًا لطاقاتهم وتهديدًا خطيرًا للاستقرار في بلدانهم. القضية الفلسطينية كما جدد سعادته التأكيد على أن دولة قطر تظل دومًا متمسكة بموقفها الثابت من القضية الفلسطينية القائم على قرارات الشرعية الدولية المتمثلة في كفالة الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى. وشدد على أنه مهما حاول البعض الالتفاف على القضية الفلسطينية وتمييعها بهدف وأدها فإن الرهان على ذلك رهان خاسر لأن الكيان المحتل سيجد نفسه يومًا ما، ومهما طال الزمن في مواجهة مع الشعب الفلسطيني ومن ورائه الأمتان العربية والإسلامية وجميع أحرار العالم إذا لم يرتض بقرارات الشرعية ويجنح للسلام. وأعرب عن أمله بأن يكون استهداف القدس دافعًا لتوحيد كلمتنا للنهوض من أجل صون حقوقنا ومقدساتنا في فلسطين والوقوف بصلابة ضد المشاريع الخطيرة التي تستهدف هويتنا وضد الحرب الإعلامية التي تقودها الجهات التي تريد تشويه صورة الإسلام والمسلمين. وجدد سعادته الدعم لكل المبادرات التي يقوم بها الاتحاد من أجل حماية الأقليات المسلمة وبوجه خاص أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار، مطالبًا برد حقوقهم الشرعية ومعاقبة مرتكبي المجازر التي ارتكبت والانتهاكات الأخرى العديدة في حقهم. كما دعا مجددًا إلى الاهتمام بحماية اللاجئين والنازحين السوريين الذين ظلوا لأعوام عديدة يعانون من ويلات الحروب. جريمة حرب وفي معرض كلمته أوضح سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أن المؤتمر المنعقد اليوم يلتئم في ظل توترات يشهدها عدد من الدول العربية والإسلامية وفي ظل تصعيد ينذر بانفجار جديد للأوضاع في الأراضي المحتلة جراء لجوء الكيان المحتل لمواجهة الفلسطينيين بشتى صنوف البطش والقهر، ما يجعل منها أفعالاً ترقى لجريمة حرب تخضع للمساءلة الدولية وتستدعي توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في ظل سياسية الأمر الواقع التي يمارسها الاحتلال على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي. وشدد على أن الواجب الأخلاقي يقتضي إيلاء هذه القضية جل اهتمامنا وأن نسخّر كل جهودنا لإيجاد سبل دعمها. داعيًا لتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق في جرائم الكيان المحتل. البطالة وتفشي الأمية كما لفت سعادته إلى أن عددًا من البلاد الإسلامية تواجه اليوم كثيرًا من التحديات ومنها انخفاض معدلات النمو والبطالة وتفشي الأمية والنزوح والهجرة وعدم الاستقرار، كما يتعرض ملايين المسلمين لشتى صور الظلم والقهر، إما بسبب الاضطهاد أو من جراء الحروب وتملأ صور معاناتهم شاشات الأخبار لتعكس أسوأ صور الظلم وغياب العدالة وهذا ما يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة ويفاقم من اندلاع الحروب والتدخلات الخارجية. وأكد أنه في سبيل الخروج من هذا النفق الحالك ينبغي أن تتجه استراتيجيتنا بعد التوكل على الله نحو الاهتمام بشعوب أمتنا وبوجه خاصة بشريحة الشباب، كما يجب علينا أن نوفر لهم فرص العمل والحياة الكريمة حتى يتسنى لهم العيش في استقرار وأمن وسلام. وأوضح أنه لبلوغ هذا الهدف يقتضي الأمر الحرص على الحفاظ على كفالة الأمن والسلم الدوليين وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم استخدام القوة أو التهديد بها إلا وفقا لقرارات الأمم المتحدة. ولفت في هذا الإطار إلى أنه تم مؤخرًا انتخاب مدينة الدوحة عاصمة للشباب الإسلامي 2019 بعد مدينة القدس الشريف التي كانت عاصمة للشباب الإسلامي في 2018 من قبل منتدى شباب التعاون الإسلامي بمنظمة التعاون الإسلامي. وفي كلمته جدد سعادة رئيس مجلس الشورى الدعوة للمشاركين في المؤتمر للمشاركة في أعمال الجمعية العامة الأربعين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة لها والتي تستضيفها دولة قطر خلال الفترة من 6 إلى 10 أبريل المقبل. ودعا في هذا الإطار إلى المشاركة بفاعلية في اجتماعات الجمعية العامة لعرض البنود التي تهم المجموعة الإسلامية ودعمها في تلك الاجتماعات، وقال «نتطلع إلى لقائكم قريبًا في بلدكم الثاني دولة قطر بلد الأمن والسلام». وكان سعادة رئيس مجلس الشورى قد أعرب في بداية كلمته عن شكره الجزيل للمملكة المغربية الشقيقة حكومة وشعبًا وعلى رأسهم جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة «حفظه الله» على رعايته لهذا المؤتمر وعلى استضافتهم للدورة الرابعة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. كما عبر عن شكره لسعادة السيد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب في المملكة المغربية الشقيقة ولأعضاء مجلس النواب ولسعادة السيد عبدالحكيم بن شماس رئيس مجلس المستشارين في المملكة المغربية ولأعضاء مجلس المستشارين ولأمانة اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على دعوتهم الكريمة وعلى حسن الإعداد لهذه الدورة الهامة. كما توجه بالشكر الجزيل لسعادة الدكتور على لاريجاني رئيس الدورة السابقة للاتحاد ورئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ما بذله من جهد مشكور في أعمال الدورة السابقة، متمنيًا للدورة الحالية برئاسة سعادة السيد الحبيب المالكي التوفيق والنجاح في أعمالها والتوصل إلى مقررات تصب في مصلحة القضايا الإسلامية والعمل الإسلامي المشترك.
مشاركة :