يفتتح اليوم "معرض الرياض الدولي للكتاب" وهو موعد ننتظره كل عام لأنه يمثل الحراك الثقافي الذي نتمناه في العاصمة الخرسانية القاسية التي قال فيها البدر: آه ما أرق الرياض تالي الليل، ولست أدري حتى هذه اللحظة أي رياض رقيقة تلك التي يتغزل فيها مهندس الكلمة، ولكنني أعرف أن "معرض الكتاب" مناسبة رائعة تمثل أجمل أيام العام في الرياض لأنها تحمل معها الكثير من البشائر كل عام. في "معرض الكتاب" يظهر الوجه الجميل لشباب الوطن وهم يتدافعون نحو الكتب ويشترونها بأعداد هائلة تؤكد مكانة الكتاب عنده عند جيل وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت وسيلة الإطلاع الأولى لسهولتها وتوفرها وتنوع مصادرها، إلا أن "الكتاب" لازال يحافظ على مكانته في قائمة اهتمامات الشباب الذين يختارون ما يخاطب عقولهم وميولهم في زمن تغيرت فيه مفاهيم الكتابة والثقافة، وكأنهم بذلك يؤكدون مقولة صديقي "المتنبي": أعز مكان بالدنى سرج سابح xx وخير جليس في الزمان كتاب. في "معرض الكتاب" يغيب "الكتاب الرياضي" رغم أن الرياضة تشكل الهاجس الأول لعقول الشباب والشاغل الأكبر لوقتهم، ولن أطيل في هذه النقطة لأنني ملوم قبل غيري في التقصير عن التأليف في مجال "الرياضة والاستثمار" حيث كتبت آلاف المقالات على مدى ثمانية عشر عاماً من الكتابة الأسبوعية الرسمية، بالإضافة للعديد من المحاضرات المتخصصة في مختلف المؤتمرات المحلية والخليجية والعالمية، ومع ذلك لم أتمكن من جمع وتنظيم ذلك الإنتاج في صورة كتاب متخصص أكاد أجزم أن له مكان في المكتبة العربية التي تشتكي من ندرة الكتب المتخصصة، ولن ألوم غيري حتى لا يصح بحقي قول صديقي "المتنبي": لا تنه عن فعل وتأتي مثله xx عار عليك إذا فعلت عظيم. تغريدة tweet : تحتل "مدارك" للنشر مكاناً مميزاً في قلوب وعقول الشباب لأنها تختار لهم الكاتب والكتاب المناسب لأذواقهم وميولهم، ولذلك ستجد الزحام عند هذه الدار الحديثة لأنها تستشعر حاجة القارئ فتعطيه المنتج الذي يبحث عنه من الكتابة المعاصرة التي تخاطب عقول الشباب بالبساطة والتلقائية بعيداً عن الخطاب الجامد المعقّد، وقد أسعدني أن يتزايد عدد الكتاب الشباب لأن ذلك سيشجع المزيد منهم على الكتابة والقراءة في وقت توقعنا فيه اندثار المطبوعات الورقية، وعلى منصات معرض الكتاب نلتقي،
مشاركة :